المسافةُ الأخيرة - عبد القادر رابحي

هَيّئْ جِرَاحَكَ
هَذِهِ مِرْآتُنَا الأُولى تُغَادِرُ ظِلَّهَا
ثُمَّ ابْتَسِمْ...
لاَ...
لَنْ تَغُرَّكَ فَوْرَةُ الكَلِمَاتِ مِنْ أَعْمَاقِنَا
لَنْ تَبْلُغَ الكَلِمَاتُ صَوْتَكَ
أَوْ صَدَاكْ..
هَيِّئْ جِرَاحَكَ
كَيْ تُحَاصِرْ مُبْتَغَاكْ...
وَ لِمَ القَصَائِدُ تَسْتَفِيقُ عَلَى رُؤَاكَ
وَ تَصْطَفِينِي صَفْحَةً
أَو كِلْمَةً مُتَخَثِّرَهْ..؟
وَ أَنَا الذِي يَغْتَالُ هَوْلَ الذَّاكِرَه..
وَ لِمَ المَرَافِئُ كُلُّهَا
تَحْتَارُ فِي رَصْدِ القَوَافِي
ثُمَّ تُبْحِرُ دُونَهَا
كَيْماَ تُحَاصِرُ مُنْتَهَاكَ
وَ أَنْتَ تَجْمَعُنَا عَلَى أَوْرَاقِكَ المُتَنَاثِرَهْ
وَ تُعِيدُ تَرْتِيبَ الفُصُولِ عَلَى هَوَاكْ..؟
وَ هَلِ اخْتَفَتْ مِنْ فَصْلِكَ الوَرْدِيِّ أَحْزَانُ الخَرِيفْ ؟
هَيِّئْ مَسَافَتَكَ الأَخِيرَةَ للنَّزِيفْ..
ثُمَّ ابْتَسِمْ
قَدْ تَسْقُطُ الأحْزَانُ مِنْ أَحْزَانِنَا
قَدْ تَسْقُطُ الأَفْرَاحُ مِنْ أَفْرَاحِنَا
قَدْ تَسْقُطُ الكَلِمَاتُ..
مِنْ كَلِمَاتِِنَا الأُولَى
فَتَجْمَعُنَا حَنِيناً مِنْ رَصِيفْ...
هَا أَنْتَ تَجْمَعُنَا حَنِيناً
مِنْ رَصِيفٍ يَشْتَهِي دَمَنَا
وَ هَا... مِرْآتُنَا الأُولَى
تُغَادِرُ ظِلَّهَا...
كُنْ مَنْ تَشاَءُ
وَ لاَ تَكُنْ لُغَةً تُغَادِرُهَا الحُرُوفْ...
ثُمَّ ابْتَسِمْ