مختصر تاريخ روما - عبد القادر رابحي

مَا الذِي يَجْعَلُ حُزْنِي مَائِلاً كَالبُرْجِ
حَتّى يَكْثُرَ السُّوَّاحُ مِنْ حَوْلِي
فَلاَ أَسْقُطُ
أَزْدَادُ رُسُوخاً..
هَطَلَتْ فَاكِهَةُ الأَمْطَارِ فِي كَفِّي
فَأَثْرَتْ مَنْطِقَ الأَشْيَاءِ
لَمْ تَنْبُتْ سِوَى بَعْض الحَمَامَاتِ
عَلَى سُورٍ عَتِيقْ..
كَانَ لِلأَجْرَاسِ فِي رُومَا مَذَاقُ الأمْسِ
وَ البَابَا اسْتَعَارَ الدَّهْشَةَ الأُولَى
لِكَيْ يَرْتَاحَ مِنْ عِبْءِ الرَّقِيقْ..
حِينَمَا حَطَّتْ عَلَى أَنْقَاضِ نَيْرُونَ العَصَافِيرُ
ازْدَهَتْ مَمْلَكَةُ الشِّعْرِ قَلِيلاً
وَ اخْتَفَى التُّجَارُ مِنْ قَلْبِ المَدِينَهْ..
لَمْ تَعُدْ رَائحَةُ البَارُودِ تَسْتَوْلِي عَلَى رُومَا
وَ لَكِنْ كَانَتِ الأجْرَاسُ قَدْ أَزْعَجَتِ العُشَّاقَ
فَارْتَدَّ القَمَرْ..
مَا الذِي يَسْجِنُ رُومَا فِي كَنِيسَهْ..؟
مَا الذِي يُجْبِرُهَا أَنْ تَقْرَأَ التَرْغِيبَ
وَ التَّرْهِيبَ
كَيْ لاَ تُعْلِنَ الأبْرَاجُ عَنْ مِيلاَدِ نَيْرُونٍ جَدِيدْ..؟
عَوْرَةٌ لِلمُلْكِ...
أَمْ رَائِحَةٌ لِلكُتُبِ الصَّفْرَاءِ
قَدْ لاَ تَفْضَحُ السُّلْطَانَ
لَكِنْ تَنْزَوِي فِي الرُّفِّ
أَوْ فِي مَنْطِقِ الجُدْرَانِ
أَو ظِلِّ المَطَرْ..
مَا الذِي يَسْجِنُ حُزْنِي فِي شُعَاعٍ مِنْ حَجَرْ..؟
مَا الذِي يَجْعَلُهُ لاَ يَنْكَسِرْ..؟