نزيف - عبدالقادر مكاريا
مرتْ على جرحي نسيما مرهفا
فصحا بقلبي ما حسبته قد غفا
و حسبتُ أنّي لم أعش منذ الذي
و حسبت عمري , بالصّبا متوقفا
فكأنّ ما كان الزّمان مضى به
أمس قريب , لا قديما قد عفا
و كأنّنا لم ترمنا الدّنيا على
موجاتها ، ، فتنافرا ، و تطرّفا
يا أنتِ ؛كم قد جلت عنك منقّبا
و مسائلا عنك المودّة ، ، و الوفا
مسترجعا ذكرى يعزّ أفولها
متأبّطا جرحا حبيبا ، ، نازفا
هـل تذكرين مجالسا كنّا بها
نعم الأحبّة ، و الجميع بنا اقتفى
كنّا كنجمين الهوى دنيا لنا
نرتاد منه ما نشاء ، ، تلاطفا
عمّت روائح حبّنا دنيا الهوى
حتّى غـدا بين الأنام معرّفا
فتسامر العشّاق عنّا غـيرة
و تناقل السّمّار عنّا كاشفا
فكأنّما العشق اختصرنا حسنه
و كأنّما الحبّ البريء بنا اكتفى
تتقاسمين مواجعي ، و مباهجي
و تبلسمين ، من المواجع ما خفى
تتربّعين على حياتي ، ، فلّة
بأريجها تلغي التّباعد ، ، و الجفا
يا أنت ! كم كانت حياتي حلوة
و الحبّ يزرع بي ربيعا وارفا
هال الجميع تفرّق الشّمل الّذي
كنّا، و كيف قضى هلالك و انطفا
الشّعر بعدك لم يعدْ لي طعمه
و الدّهر بعدك جاهم ، لي ما صفا
أنّبت قلبي حتّى خِلته مـذنبا
و سئمت عمري ، حتّى خلته عازفا
و رميت بعدك للصّقيع مشاعري
و دفنت بعدك دهشتي ، متعفّفا
عذرا إذا أيقظت فيك مواجعا
نامت مع الأيام نوما ، ، زائفا
لكن مرورك فوق جرحي بلسمٌ
هذا الصّباح ، ، أعاد للجرح العفا