أنا آخر العشّاق - عبدالقادر مكاريا

صعبٌ رحيلكِ ، و الغرام صِعاب
فابقي بعمري جدولاً ينسـاب

من بين آلاف الحدائـق قـادم
نغما يسيل ،، تحوطه الأنخاب

جرّبت قبلك أن أكون مغنّيا
فنمتْ بحلقي ـ فجأة ـ أعشاب

قبل اختيارك زرت ألف مجـرّة
و تقاذفتني ،، أرْصف ، وقباب

و مشيت عمرا مثقلا بقصائدي
و كتبت حتّى شاخت الأعصاب

عبَّدت بالشّعر الطّريق فناهد
لي يطمئنّ ،، و ناهد يرتاب )

مليون عاشقة تغذّتْ من دمي
و استوطنته يقودها الإعجاب

حتّى انفجرتُ فكنتِ لي أرجوحة
إن النّساء لبعضنا ،، إطراب

أفرغتُ عندك ما حملت مسافرا
و ارتحت عندك ،، ماتت الأتعاب

نَيَّمت فيك متاعبي ،، فتثاءبتْ
و تبادلت أتعابَنا ،، الأكواب

كلماتنا ،، تتمايل الدّنيا لها
و بها تُغازل ـ رغْمها ـ الألباب

تتغامز الأزهار حين لقائنا
و تَشِي بنا ،، لزُوارها الأرحاب

من همسنا نسج البلابل شدْوَهم
و تمثّـلت قبُلاتنا الأسراب

حتّى الورود تلوّنتْ من غيرةٍ
و ترنّحت لعُبورنا ،، الأخشاب

تتغاضبين ،، إذا رنوت لزهرة
أو شاغلتني روضة ،،، و كتاب

غضبا خفيفا لا يُعمِّر ساعة
إن الغرام يُزينه ،، الإغضـاب

كلّ الّذين تذوّقوا قبلي الهوى
حطّوا الرِّحال ، فحقّقوا، أو تابوا

و بقيت وحدي عاشقا ، مترنّما
إنّ المحبّ يغرّه الإطناب

أنا آخر العشّاق في درب الهـوى
لو مات عشقي لن تنوح رباب

أنا آخر العشاق في درب الهوى
مَنْ غيرُ قلبي ؟ شاعر ، ومصاب؟

أنتِ القصيد ،، فما أنا لولا الهوى؟
ما الشّعر؟ ما الكلمات؟ ما الألقاب؟