حديث الرجل الأول - عبدالقادر مكاريا

أحاول أن أعود ..فهل أعود؟
وأبحث عن سبيل قد تقود

أفتّش في بقايا الأمس .. علّي
أصادف ما يشجُع أو يقود

أردّد ما سمعتُ .. و ما رأيتُ
وأبحث في كلامك ما يفيد

إذا صادفتُ عـذرا في مقالٍ
وأقنعت الفؤاد بما أُجيـد

أصادف في سواه صنيع سوء
فيمحو ما أردتُ وما أريد

و أسأل تارة نفسي : لماذا ؟ ؟
فتبْهت ,لا تردّ و لا تُعيد

و ألمح ثغرك الحاني الجميـل
إذا أغمضت عيني.استعيد

فأطمع أن يطول شرود ذهني
إذا ما ذهنك الصافي,شريد

لعلّ على هوى سحب التّمنّي
نترجم بعض ما تروي الرعود

و أطمع أن أزورك في خيال
لعل الوهم يحنو أو يجود

صدقتك في اعترافاتي جميعا
و أسلمت الفؤاد لك, سعيد

و نمتُ على جفونك مطمئنا
أعانق ما يـُعانقه الوريد

و قلت:لقد وهبتُ الأمن ظهري
بحبّ لا يدانيه الجحود

و صاحبة هي الدنيا وفاء
وهل تصفو النساء فلا تحيد؟

على سحب الهناء قضيت دهرا
وبين الماء أسبح والسُجود

معًا سرنا دروب العمر زوجا
وثالثنا التّناغم ..و العهود

تُماشينا الجداول إنْ مشينا
وتحضننا البساتين/الورود

و تفرش حسنها تحت الخطانا
و تسبح في أمانينا الوعود

عزفنا من دقائق الأيام لحنا
تُغنّيه الطُيور, ,,و تستزيد

و صُغنا عالمًا تهفو إليـه
غيوم القلب ,والنُجم البعيد

فهل كانت سنون الحب نهرا
تغطّيه الطّحالب و الرّكود

بُهتُّ ,و لم أزلْ في قاع حلمي
أحاول أن أعود,فهل أعود؟