نانا - عبدالقادر مكاريا

نامي على ساحل الألحان و الكتب
يا طفلة نبتتْ كالغيث من سُحبي

أسكنتكِ القلب فازدانتْ شواطئه
بالعوسج الغض و الأشعار و الرُطب

من ضلع قافيتي أينعتِ مزهرة
قصيدة سطعت في كوكب الأدب

مدي لأشرعتي ريحا تُراقصها
فتنتشي سُفني بالعشق , , و الطرب

و ينحني ألق الإعجاب في شفتي
ينمو السؤال به , عن منبع السبب

عمّا يُميزها ؟ ؟ هذي التي سكنتْ
بين الدفاتر , , والأضلاع و الهُدب

تسري روائحها في النبض مُعطرة
نشوى , , , كأن بها معصورة العنب

من قبلها عبرتْ ذا القلب قافلة
من النساء , فلم تخلد , , و لم يطب

يا طفلة الأمل المبثوث في ورقي
كأنما انبعثتْ سيلا على كربي

فأورقت درر الألفاظ من عبقي
وأبرقت فِتَن الإيمان من صخبي

قد كنتُ قبل بلوغ الملح حنجرتي
بحرا, و صرت بها في طُهر قلب نبي

نامي على زخم الأوجاع دالية
تسمو لها الروح و الأنغام , بالطلب

آناي مُذ فُتحتْ عين بخاصرتي
منها يفيض بريق الشعر , و الشهب

و مذ تفتق في صدري تواردها
كأنما انقلبتْ , , رأسا على عقب

كأنما انفجرتْ نبعا بقافيتي
تسقي الحروف بعطر الرقص و الخبب

كأنما الشعر منثور على شفتي
إذا سحبتُ هواء الصدر , , ينتصب

إذا رنوتُ إلى ماء الندى انفتقتْ
منه الحشائش خضراء , فيا عجبي

و إن مررتُ على غيمٍ , يسير معي
وتحمل الأرض عن صدري لظى تعبي

يُراقص النجم أحلامي , , يُعانقها
و يرسم البدر أضواه على دربي

و تعبر الشمس شطآني و أوردتي
و تستقيم على قلبي , , , فلا تغب

منذ اختصرتكٍ في صدري صفا و جرتْ
فيه القصائد , , , وديان من الطرب

نامي على شفتي بوحا و مزرعة
تكتظ فيها مروج الحب بالصّخب