أفتش عنّي - عبدالقادر مكاريا

كأنّ المساءات و الحزن
منبتها من دمي
و الوصول إليكِ بدايته المستحيل
أمرّ على جثث الصمت
بهوِ الخراب / حقول الغياب
و أترك ذاكرتي للذُّباب
و أقنع بالانتظار الجميل
أعانقني في ظلال الطّلول
و أنثرني في رذاذ الفصول
وحيداً
و قد خذلتني الحروف
و أعوزني الماء للأصدقاء
فأعوزني الأصدقاء لماء الدّليل
أمرّ ممرّ الصّباح الجميل
وأرجع مثل المساء الثقيل
وحيداً
فيا وجع الحبر كيف السبيل
لأطبَعَني في حوافِّ السّبيل
و يا آخر الطيبين اليتامى
أعانق فيكَ انتظار الوصول
أصدق كل الذي ستقول
ووحدكَ تعرض عمّا أقول !!
كأن النساء ممرات نهر العواء
وريح البراكين و الجوع
لا جسد الآن يغري
و لا رقص
لا لحن يفتحني للغناء
أمارس ما لا أريد من الإبتذال
يجرجرني الخوف قافلة للبكاء
تركت لمريم ما طاب مني
و رحت أفتّّش عنّي
و عن فرحة أتدثّر فيها
و عن قامتي بين صدق الرفاق
وزيف النساء
وحيداً
تعلقتُ بالوهم خمسون غصناً
و قسمت حزني بين النخيل
مررتُ على بيدر الكلمات
قطفت القليل القليل
و رحت أعلق للبائسين التمائم
للشّهداء العراجين
للوطن الغزل المخمليَ
و للأصدقاء المواعيد و الأمنيات
و للعاشقات الفضول
سبغتُ المساءات باسْمي
و باسْمي تدحرجت بين التواريخ
و الفرح الموسمي
و أيقظت في العابرات
سؤالَ التشهي
حنين ليالي الشتاء
وفرحة همس المتيم
شوق الشفاه لبعض اللُعاب
شرود العبور لنهدٍ قتيل
وحيدا
وبين المواعيد أرسم وجه القلقْ
فقدتُ الكثير من الحزن ليلة عرسي
حملت الكثير من الخوف
قبل بلوغ النفق
تساقط عني الرفاق ،،،
تناثر عني الورق
رمتني الحروف على بابها
وعلقني الحبر والكلمات
بخصر الشفق
تحمّلت هذا وقلتُ
سأنبتُ و الشعر خلف الأفق
و قلت سأعبر وحدي