واهاً لسحركِ - خالد أبو حمدية

قلبـي يطيـرُ وخطوتي تتبـاطـا
مُذْ حلّ سحرك في دمى وأحاطا

هذي المحاسنُ ما أحلّ نعيمَها
إلا الــذي عنـهـا الحـجـابَ أمـاطـا

ليت الذي قدّ القميــص بحـدِّهِ
خَـلاّهُ يـرْعُـفُ بـالـدّمـا مـا خـاطـا

فتدلّلَي دار الزمانُ بصبــوتــي
ما عدتُ كأس غوايتي أتعاطىا

لكن أخاف إن استبد بتوبتـــي
هذا الجمال وعاث بي إسقاطـا

أن تستحيلي في يَدَيّ جديلةً
وتصيرَ كـلُّ جوارحـي أمشـاطــا

وأطوقَ العنقَ العصيَّ بلهفتي
وأذيـبَ فــوق دلالـه الأقـــراطــا

فتحملي عصف الغرام وحاذري
فـي الحـب لا أتجنّـبُ الإفـراطـا

شجني هو المغلوب آنَ غَلَبْتِني
فوشمتني دون الذبول نشاطـا

ولمحتُ أشلائي تحجُّ بحُـلمِـها
وتـفـور وجـداً غـالـبَ الإحـباطـا

يا نارُ ما حَمَلَ إتّقادُك زفرةَ ال
أشـواقِ مـذ قلـبـي إليـكِ أناطا

بمكابدات الجفنِ يطوي نارَهُ
ويرد تموز الـحـريـق شباطــــــا

هذي العيون منازلٌ لقصائـدي
لكـن يراهـا الجـاهـلون عياطـــا

فهي الشّفاهُ إن العبارةُ قَصَّرتْ
فخذي المدامـع للحروفِ نِقـاطـا

بيـنـي وبيـنـك لا أُحــاذرُ فـرقــةً
فلقد نويـت علـى هـواكِ رِبـاطا

وتَخِذتُ من شوقي اليك وسادةً
شوكاً ومن جمر الحنين بساطا

لا هجعتي غلبت ولا الشوق اختفىا
لكـأن فيـك مـن الشـقـا أنـمــاطــا

ومـن الجـمـال اليـوسـفـيّ نـقـاءَهُ
ومــن الذنـوب الإخـوةَ الأسبـاطـــا

وكـأنّ فـيّ مـن المـواجـع جملةً
مـرصــودةً لا تـحـمــل الأغــلاطـــا

شمسُ الخوافقِ شرطها بشرارةٍ
وأرى لـطـيفك إنْ بـدا أشـراطـا

واهاً لسحـركِ حيـن يـسري نَفـْثُهُ
وأحسُّ همسك في الضلوعِ سياطا

واهاً لسـحـركِ لا تَـحُلـّي عـقـدةً
شُـدّي لـعـلّ قـلـــوبـنـا تـتــواطـىا

فعقيدتي في الحبِ دَفْقُ كُلَيْمَةٍٍ
حـرفـان لـم يتـجـمـعـــا أقـسـاطــا

والقلب تحكمه شـريعـةُ خفقـهِ
ليـظـلّ بــوحُ العـاشـقيـن صــراطــا.