الأفعى - عزوز عقيل

وتغير وجهتها كلما التقينا
على ضفة الجرح ، ناديتها
إيه يا بلسم الروح
يا منتهى المشتهى
حرفها كالشذى ، يخرج الآن عكازه
ألف ثم ميم
وآخر حرف أنا لن أبوح به
هاؤها للوقوف بداياتنا عسل للكلام
وآخره جرح أنثى وما بين قوسين < أفعى >
أنا أشتهيها
إذا سيذوب الكلام ويبتلع الكون أسراره
أشتهيها إذا ستغني العصافير
يرقص في حقلنا الورد
يفتح شباكه للجنون الجميل
أنا أشتهيها
إذن سأموت وفي القلب تذكرة للرحيل
أموت وفي القلب سجادة المنتهى
يحتويني الخريف وتلفظني الأرصفة
هي ذاكرة من زمان بعيد
تحاصرني بالمواجع تقتلني بالشذى
فأسيجها بخيوط الحرير
أشكلها قبلة للحمام
أنا أشتهيها وأدرك أن النساء أغاني
وأدرك أن صيرتني ترابا تصير خرابا
فيفضحا العمر
تفضحها السنوات
فتأتي على صهوة الحلم مكبلة
بالرؤى ..
بالشذى ..
بالندى ...
بالدموع السجال
هي ذي باقة للتناقض
حين تجيئك راكضة للوراء
فتفضحها الفلسفات
تعود إلى واقع من ضباب
يخاصمها العمر ثانية
يتفنن في ترك بعض التجاعيد في وجهها
سنة قد مضت
ثم عام وها نحن نرجع للبدء ثانية
يا ترى ، كيف أبدأ خيط الحكاية
كيف أجيء...
وفي القلب شرح كبير
يحاصرني بالتريث
يهمس لي ، أنت تعشقها
أتأوه ، أسترجع الآن بعضا من النفس
بعضا من الوقت في زمن ضائع
أخرج الخاتم الذهبي من العلبة الآن كي أتفحصه
أفرك عيني فيه
أراها مسيجة بالخطيئة
موغلة في النفاق الجميل
فأغمض عيني ثانية
أتسلح بالنوم بعضا من الوقت
كي أبدأ الآن رحلة بحث
تفاجئني في المنام فتسألني
كم من العمر ضيعت في البحث عني
فضعت ، وضيعتني
ثم هذي الأنامل ليست لوضع الخواتم
بل لحساب الذي قد تبقى من العمر
أسألها :
ولم لا تكون لما قد مضى ؟
ثم أدرك أن السؤال غبي
وأن الرجال إذا ما أحبوا
أشد غباء ..
أشد غباء