خُلِقْتُ كَبِيرًا - عمارة بن صالح عبدالمالك

أَعِيشُ كَنَسْرٍ عَلَى عَلَمِ
تَجَنَّبُ وَطْأَ الرُّبَى قَدَمِي

أُسَرُّ فَأُبْدِي سُرُورِي جَلِيًّا
وَ أُضْمِرُ مَا بِيَ مِنْ أَلَمِ

إِذَا جُعْتُ لَنْ يَعْلَمَ النَّاسُ جُوعِي
وَ لَا أَرْتَضِي حُسَلَ اللُّقَمِ

غَنِيٌّ بِطَبْعِي وَ لَا مَالَ عِنْدِي
سِوَى عِزَّةِ النَّفْسِ وَ الشِّيَمِ

مُفَارِقُ خِبٍّ مُطَاوِعُ خِلٍّ
جَرِئٌ كَحَيْدَرَةٍ حَزِمِ

أَقُولُ جَزِيلًا فَأُجْزِمُ قُوْلِي
يُعَابُ إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يُجْزِمِ

وَ أَعْرِفُ مِنْ نَظْرَةٍ أَيَّ نَفْسٍ
وَ لَسْتُ بِحَاجٍ لِنُطْقِ الْفَمِ

وَ أَبْسِمُ حِلْمًا بِوَجْهِ حَقُودٍ
وَ أُبْدِي الصَّلَابَةَ فِي الْمَبْسَمِ

وَ أَخْفِضُ لِلْأَقْرَبِينَ جَنَاحًا
مُمِدًّا إِلَيْهِمْ يَدَ الْكَرَمِ

وَ أَرْفَعُ عَنْ سَافِلٍ مِخْطَمِي، لَا
مَنَافِعَ مِمَّنْ بِلَا مِخْطَمِ

أُعَوِّدُ نَفْسِيَ شَمَّ الْخَطَايَا
مُعَطَّلُ حِسٍّ جَهُولٌ عَمِي

وَ أَدْفَعُ عَنْهَا الْهَوَى دَفْعَ رِيحٍ
سَحَائِبَ مَكْذُوبَةَ الدِّيَمِ

تُرَاوِدُنِي الْفَاتِنَاتُ مِرَارًا
وَ لَكِنْ أَعِفُّ عَنِ الْحُرُمِ

شَدِيدٌ مَعَ الْحَقِّ شِدَّةَ مُوسَى
عَلَى الظُّلْمِ لَكْزِي وَ إِنْ أُعْدَمِ

خُلِقْتُ كَبِيرًا وَ أَحْيَا كَبِيرًا
وَ أَمْضِي شَكُورًا إِلَى الْمُنْعِمِ