بِكُلِّ بَلِيَّةٍ يَزْداَدُ سِنِّي - عمارة بن صالح عبدالمالك

عَجَبًا لِأَهْرَمَ دُونَ شَعْرٍ دَونَ سِنِّ
يَأتِي بِأَغْرَبِ تُهْمَةٍ لِيَنَالَ مِنِّي

يَرْضَى بِبَعْضِ دَرَاهِمٍ كَمُقَابِلٍ
لِأُنُوثَةِ ابْنَتِهِ تُقَطَّعُ بِالْمِسَنِّ

بِنْتٌ إِذَا عَلِمَ الْكِرَامُ فِعَالَهَا
نَدِمُوا لِمَا حَمَلُوا عَلَيَّ مِنَ التَّجَنِّي

مَا أَرْخَصَ الْإِنْسَانَ دُونَ كَرَامَةٍ
وَ يَظَلُّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ بَعْدَ التَّدَنِّي

حَتَّى الْمَزَابِلُ لَا تُحَبِّذُ رِيحَهُ
حَتَّى الْكِلَابُ تَعُفُّ عَنْهُ لِفَرْطِ نَتْنِ

لَهُ فِي الْحَيَاةِ وَ فِي الْمَمَاتِ مَذَلَّةٌ
لَا يَقْرَبُ الدَّيُّوثُ قَطُّ جِنَانَ عَدْنَ

شَرَفِي الرَّفِيعُ بَنَيْتُ بَيْتَهُ فِي السَّمَا
وَ لَأَبْطِشَنَّ بِمَنْ يَطَالُ مَقَرَّ أَمْنِي

أَنَا لَنْ أَعِيشَ بِهَذِهِ الدُّنْيَا سِوَى
عُمُرِي، وَ لَيْسَ يَطُولُ عُمْرٌ بِالتَّمَنِّي

فَلِمَ التَّخَوُّفُ مِنْ بَلَايَا إِنْ أَتَتْ
مَرْحَى، بِكُلِّ بَلِيَّةٍ يَزْدَادُ سِنِّي

إِنَّ اللُّيُوثَ تَهَابُ شِدَّةَ سَطْوَتِي
وَ يَمُوتُ أَشْجَعُ خَائِفٍ مِنْ طَرْفِ عَيْنِي

أَنَا رَاحِلٌ؛ بِئْسَ الْإِدَارَةُ وَ الْوِزَا
رَةُ كُلُّهُمْ، قَدْ خَابَ فِي الرُّؤَسَاءِ ظَنِّي

وَ لْتَسْقُطِ الْأَيَّامُ مِنْ عُمُرِي سُدًى
مَا دُمْتُ فِي زَمَنٍ خَبِيثٍ لَمْ يَصُنِّي