آخِرُ الْإِفْضَاءَاتِ - عمارة بن صالح عبدالمالك

اكْرَهِينِي
أوْ أحبِّينِي
لَمْ يَعُدْ كُرْهُكِ أوْ حبُّكِ يَعنِينِي
احْترقِي
و اسْترقِي السَّمعَ عنِّي
و الْإِبْصَارَ إِلَيْ
و اسْألِي كيفَ تشائينَ
قليلًا أو كثيًرا
مَنْ تشائينَ
كبيًرا أو صغيرًا
لَمْ يَعُدْ سُؤْلُكِ يُغْرِينِي
عَنْ غَرامٍ
طالمَا بُحْتُ بِهِ
في كِّل حِينِ
خِلْتُهُ كالقدَرِ الأحمرِ
وَشْمًا في جبينِي!
فَرجائِي
كاحتقارِي لكِ
أنْ تَحتقرينِي
أنْ تَكُفِّي عنْ تَقَصِّيكِ خُطَايَ
يَغْفِرُ اللهُ الَّذي
قدْ كانَ مِنَّا مِنْ خَطايَا.
لا تَخُوضِي في جَهالاتِ الأمُورِ
مَا لِنُجَّامِكِ و الْحَظِّ الْعَثُورِ؟!
مَا لِطِلَّسْمَاتِهِمْ جَبْرُ الْكُسُورِ
أوْ بِجِنٍّ
وَيْحَكِ لا تَسْتَعِينِي
صرتُ أزكَى مُؤْمنٍ
أبدًا .. لنْ يُدْرِكوُنِي
و اسْمَحِي لِي
أَتَرَجَّاكِ بأنْ لا تَحْلُمِي
و احْملِي ذاكَ الْهوَى
طَوْقَ شَوْكٍ و اتْرُكِينِي
كُنتِ طيًرا
مِنْ أَبابِيلِ الطُّيُورِ
كَم رَمَانِي
بِشُوَاظٍ مِنْ سَعِيرِ
كُنتِ طَيْفًا
كُنتِ ضَيْفًا
فَاهْجُرِينِي
إِنَّها يا بومَ سُوءٍ
عادةُ الْأطيارِ
أنْ تَرحلَ في الْقَرِّ بَعيدًا
و أنَا دُونَ أناكِ
- سَكَنَ اللهُ فُؤَادِي -
لَمْ أَعُدْ شَخْصًا وَحِيدَا.