جبل و رابية - عمارة بن صالح عبدالمالك

لا تَسْتَفزِّي بالدّلالِ رُجولتِي
فعلى النّساءِ رُجولتِي تَتدلّلُ

جبلٌ تُقبّلنِي السّماءُ و لا أرَى
إلا رَوابِيَ أسفلِي تَتَقَلْقَلُ

أنا لا أطارحُ هامتِي و كرامتِي
أرضًا و لا لِجميلةٍ أتذلّلُ

إنّ النّساءَ إذا مَلكْنَ قلوبَنا
صيّرْنَنا كَحقائبِ الْيَدِ تُحْمَلُ

يَفْتَحْنَنا إذْ ما أردنَ تَجمّلا
أيكونُ منْ غَيْرٍ الرّجالِ تَجَمّلُ؟

نحنُ الْمَرايَا و المَساحيقُ الّتي
تُعطِي الْوجوهَ نظارةً و تُعَدّلُ

نحنُ العُطورُ تُعَلّلُ الآباطَ إنْ
بَدَأتْ رَوَائِحُهَا تَفُوحُ وَ تُسْطِلُ

نحنُ المَنادِلُ بَعْدَمَا يَنْثُرْنَنا
فيها مُخاطًا, لِلزّبالةِ نُرْسَلُ

أَجَمِيلَتِي عفوًا فقلبي قاطنٌ
رَأْسِي, وَ رَأسِي مِنْ رُؤُوسٍ أَعْقَلُ

أَرْمِيهِ مَنْ يَرْمِي مَرَاقِيَ نَخْوَتِي
وَ أُكَلّلُ الْيَافُوخَ مَنْ لا يَفْعَلُ