قِصَّةُ دِيكِنَا - عمارة بن صالح عبدالمالك

عِندنَا ديكٌ فصيحُ
عاشقٌ
دومًا يُغنِّي و يَصيحُ
سَئِمَ العيشَ لَديْنا
فَارْتَأَى هُجْرَانَنا
و ابْتغَى جِيرانَنا
ذاتَ نومٍ
نَطَّ مِنْ فوقِ السِّيَاجِ
و مَشَى في الدَّرْبِ مَيْلًا
في ظلامِ اللَّيْلِ مِنْ غَيْرِ انْزِعَاجِ
كانَ مَشغولًا بأنْ يلقَى الصَّديقهْ
نَطَّ أيضًا
مِنْ علَى سُورِ الْحَديقهْ
و دَنَا خُمَّ الدَّجَاجِ
ثُمَّ ألقَى نظرةَ الْأشْواقِ
مِنْ خَلْفِ الزُّجَاجِ
قائلًا في نفسِهِ:
أيُّ بيتٍ رائعٍ!
هذَا مَذاقِي و مِزاجِي.
و علَى الْهَمْسِ
صَحَا ديكٌ مِنَ الْهِنْدِ غَيُورُ
قالَ: ما ترجُو هُنَا
أيُّها الدِّيكُ الْجَسُورُ؟!
غَادرِ الْمَنْزِلَ فَوْرًا
لا تصيبنَّكَ في الْحَالِ شُرُورُ.
ضَحِكَ الدِّيكُ الْغَرِيبُ الْعَرَبِيُّ الْأَصْلِ ضِحْكًا
و دُيُوكِ الْعُرْبِ يَحْدُوهَا الْغُرُورُ
قالَ: ما دخلُكَ في أمْرِي؟!
أنَا ضيْفٌ وَقُورُ.
نَفَخَ الْهِنْدِيُّ رِيشًا
صَاحَ صَيْحًا
سمعته الدورُ ... بلْ
و الْقُبُورُ!
فإذَا الْمَالِكُ يَهْوِي
بِالْعَصَا صَوْبَ الْعَشِيقِ
قائلًا: اِذْهَبْ إلى نارِ الْحَرِيقِ!
و انْتَهى أمرُ الْغُرُورْ.