هَلْ تَسْتَقِيمُ جُذُوعُنَا يَوْماً؟ - عمارة بن صالح عبدالمالك
الْأَرْضُ أَرْضٌ وَ الزّمَانُ زَمَانُ
لَكِنّمَا الْمُتَغَيِّرُ الْإِنْسَانُ
لَوْ كَانَ تَنْطِقُ لَاشْتَكَتْ نُكْرَانَنَا
نِعَمِ الْمُهَيْمِنِ، بِئْسَهُ النُّكْرَانُ
عِثْنَا فَسَادًا وَ اسْتَبَحْنَا فَوْقَهَا
مَا حَرّمَتْهُ الْكُتْبُ وَ الْأَدْيَانُ
عَرَبٌ وَ عُجْمٌ كُلُّنَا يَوْمًا عَلَى
تَخْريبِنَا لِأَدِيمِهَا سَنُدَانُ
ذَهَبَتْ أُخُوَّتُنَا وَ مَاتَ ضَمِيرُنَا
مَاذَا تَبَقَّى أَيُّهَا الْإِخْوَانُ؟!
لَوْ كَانَ آدَمُ حَاضِرًا لَأَمَاتَهُ
كَمَدًا عُقُوقُ بَنِيهِ وَ الْعِصْيَانُ
الْأَقْوِيَاءُ تَكَبّرُوا وَ تَجَبَّرُوا
وَ عَتَوْا عُتُوًّا مَا لَهُ أَوْزَانُ
قَهَرُوا الْكَوَائِنَ وَ ابْتَنُوا أَمْجَادَهُمْ
لَا أَمْنَ لِلضُّعَفَاءِ مَوْضِعَ كَانُوا
النَّسْلُ إِمَّا هَالِكٌ أَوْ عَائِدٌ
مُسْتَعْبَدًا وَ الْحَرْثُ وَ الْحَيَوَانُ
أَمَمٌ تَزِيدٌ تَقَدُمًا وَ صَلَابَةً
وَ زِيَادَةُ الْعَرَبِ الْكِرِامِ هَوَانُ
مُتَوَاجِدُونَ عَلَى الْخَرِيطَةِ إِنَّمَا
مُسْتَنْقَعَاتٌ شَابَهَا الْإِنْتَانُ
دَوْلَاتُنَا مَقْهُورَةٌ مَهْزُومَةٌ
مَرْعُوبَةٌ لَكَأنَّهَا فِئْرَانُ
فَمِنَ الرِّبَاطِ إِلَى الْفُجَيْرَةِ أُمَّةٌ
كُبْرَى، وَ لَكِنْ فِي الْفَضَاءِ دُخَانُ
وَ شُعُوبُنَا، هَذِي الَّتِي لَمْ تَسْتَفِقْ
مِنْ أَلْفِ عَامٍ مِلْئُهَا التَّيَهَانُ
هَذِي الّتِي احْتَلَّ الْغَبَاءُ رُؤُوسَهَا
لَفَّتْ عَمَائِمَ لَفَّهَا النِّسْيَانُ
الْغَرْبُ مُخْتَلِفٌ تَوَحَّدَ قِطْعَةً
وَ خِلَافُنَا هُوَ وِحْدَةٌ قُطْعَانُ
صِرْنَا نُبَاعُ وَ نُشْتَرَى كَبَهَائِمٍ
وَ الْفَرْقُ: فِينَا تَرْخُصُ الْأَثْمَانُ
مُسْتَعْبَدُونَ بِحَاكِمِينَ وَ جُلُّهُمْ
مُسْتَعْبَدٌ أَوْ عَامِلٌ خَوَّانُ
يَتَهَافَتُونَ عَلَى الْكَرَاسِي لِلْغِنَى
مَا هَمَّهُمْ أَنْ تَخْسِرَ الْأَوْطَانُ
قَطْعُ اللِّسَانِ وَ جَدْعُ مِخْطَمِ قَوْمِهِمْ
دُسْتُورُهُمْ وَ جُنُودُهُمْ عِقْبَانُ
أَشْبَاهُ "هُولَاكُو" عَلَى رَقَبَاتِنَا
وَ أَمَامَ قُطَّاعِ الطَّرِيقِ خِوَانُ
وَ الذَّنْبُ لَيْسَ بِذَنْبِهِمْ وَ بِعَقْلِنَا
يَتَألَّهُ الْأَشْخَاصُ وَ الْأَوْثَانُ
مُلْكٌ عَلَى قَمْعِ الرَّعِيَّةِ قَائِمٌ
أَبْعِدْ بِأنْ يَتَقَدَّمَ الْعُرْبَانُ
هَتَكَ الْأَعَاجِمُ عِرْضَنَا بِدِيَارِنَا
إِنَّا عَلَى فُرُشِ الْهَوَانِ قِيَانُ
وُرَّاثُنَا هُودٌ يَطِيرُ شَرَارُهُمْ
وَ قُضَاتُنَا الْأَقْسَاطُ أَمْرِيكَانُ
أَ رَأَيْتُمُ غَنَمًا بِأيَّةِ دَوْلَةٍ
رُعْيَانُهَا وَ حُمَاتُهَا ذُؤْبَانُ؟!
عَرَبِيَّةٌ أَقْوَالُنَا وَ خَلِيطَةٌ
أَفْعَالُنَا الْخَرْقَاءُ، وَا خُسْرَانُ
فَتَرَتْ مَعَالِمُنَا وَ حَارَ دَلِيلُنَا
وَ أَضَاعَنَا فِي غَيْرِنَا الذَّوَبَانُ
جَهْلٌ وَ أَمْرَاضٌ وَ مَالٌ سَائِبٌ
وَطَنٌ كَبِيرٌ سَامَهُ الصُّغْرَانُ
هَلْ تَسْتَقِيمُ جُذُوعُنَا يَوْمًا؟ وَ هَلْ
تَخْضَرُّ بَعْدَ ذُبُولِهَا الْأَغْصَانُ؟