يوميات مكلوم - محمد الأمين سعيدي

قلبي الذي عانقَ الإحساسُ طيبتَهُ
يُمسي و يُصبحُ في أعماقِه الكمدُ

يُلقي عليه زماني كلّ مهلكة
ويستبيحُ حِماهُ الضيقُ و النكدُ

وتحتويهِ هُمُومٌ لا عدادَ لَهَا
يظلّ فيها مع الأحزان يتّحدُ

ويختفي في دجى أيّامِه فرحي
ويعتلي في سما أحزانِه الوَبَدُ

ويشربُ الحُزنَ صَفوًا مِنْ موارِدِه
ولم يَرِدْ نبعَهُ مِن قبلِه أحدُ

أوّاه كم خيّمَ الإرهاقُ في كبدي
فصارَ قلبيَ في النيران يتّقِدُ

وكم تكاثرتِ الأتْعَابُ في خلدي
فكادَ يذ ْهَبُ عَيْشٌ كلّه رَغَدُ

وكم لبسْتُ ثيَابًا حَاكَها وجعي
بذكرياتِ فؤادٍ ما لها عددُ

يُعكّرُ الدهْرُ بالآلام أمزجِتِي
حتى كأنّيَ روحٌ ملَّها الجَسَدُ

قد أتعبتْنيَ في دنيا مغامرتي
أحقادُ قومٍ بنى أبراجَها الحسدُ

كم أرهقوني وزادوا اليوم في أرقي
وأحرقوني و في آثامِهم رقدوا

هبّتْ رياحُ الهوى في عُمْقِ قافيتي
فعشْتُ مضّطَرب الأجواء أرْتعد ُ