غربة - محمد الأمين سعيدي

نما كالحب تسقيه الخفايا
وتغمره المشاعر و النوايا

تعلّق وجهه بدمي فهبّت
رياح الشوق في ليلي صبايا

تخضّب كالنزيف وليس جرحا
وطارد صورتي عبر المرايا

وكنت على ملامحه بريقا
تحاصره الدياجي و المنايا

أيا بلدا تربّع في فضائي
وحوّل كل أحلامي بغايا

وهرّب من سماواتي نجوما
وأقمارا يضجّ بها مدايا

أترسل في المدائن كل غيم
يعانق كل مخلوق سوايا؟

أتُنزِل كل سحر في فؤادي
لتقلب صرختي نغما ونايا

ألا يا أيّها المزروع وسطي
سئمتك أم سئمت من البلايا؟

رأيت الأرض تزهر بالأقاحي
وأرضك كل حين بالرزايا

يراودني الغرام وهل سيبقى
على عهد الهوى دوما هوايا

عواطفنا يمازجها شتات ٌ
ويخلق من بقاياها بقايا

ويشربها الفناء وكيف تحيا
عواطف من تلحّف بالخطايا

سفائننا أبادتها بحار
تهيّج موجها ريح المنايا

مسافتك التي نسجت جراحي
يُلوّنها انتمائي بالشظايا

لأني عشت في زمني غريبا
رميت بصخرة البلوى قفايا

لأني كنت من طلب المعالي
منحت لغير قافيتي العطايا

لأن الصمت غادره جنوني
جعلت من التمرّد منتهايا

لأني اليوم حر دون قيد ٍ
سأعطي غير يمناك الهدايا

*

المشرية في 28/08/2007