الشهيد - محمد الأمين سعيدي

هواجسه بلا لون ٍ
تسافر في بقاع الأرض يضرب بعضها بعضا
هو المخلوق من ألم ٍ
يُعانق حرقة الرشاش ِ
يرفع راية الأشواق في الأفق ِ
أراه منذ بدء الخلق ِ
يشرب من دم المقتول ِ يلبس حمرة الشفق ِ
هوى هابيل يجري في دوائر حزنه الممزوج بالشبق ِ
جحيما
يعصر البلوى
ويطلي وجهه المجنون بالإرهاق و القلق ِ
ملامحه تعانق أوّل الذبحات ِ
تذبح كذبة التاريخ ِ
تمسح دمعة المبعوث في دعة ٍ
تبيع الصمت للحدق ِ
هواه قــــــــد تلحّــــف بالوفاء ِ
ولولاه لعشنــــــــا فــــــي جفاء
تخضّب يوم أن ذبحــــوا الثريّا
ومُـزّق فـــــــي مواجع كربلاء
وكان لصرخة الأقصى قريبا
يحارب في الصباح وفي المساء
هو المصلوب فوق الجمر لا يخشى ولا يبكي
خيوط الشمس تحذر أن تلامس جرحه المجروحَ
تغمض عينها تبكي
ألا يا أيها المنفيّ في كبدي
لقد خبأت في الأنفاس كلّ حرائق الشكّ ِ
سماواتي تفتّش في بقاع الأرض ِ
تبحث عن تراب دسته يوما
لتلثم ما تساقط من نعالك من كرامة ْ
أنا يا أيها المنفيّ في كبدي
سأحفظ عهدك الغالي إلى يوم القيامة ْ
أراك اليوم تسقط في العراق ِ
قتيــــــلا ثم تسقيك المآقي
فتنبت يا حبيبي من جديد ٍ
وتذبح مــــا تبقّى من نفاق ِ
سيوف الصبر تقطع كل صبر ٍ
فسارع في مدارات السباق ِ
صراخك يسبق الأزمانْ
نزيفك يعشق الأقمار و الألقا
ويفتح عمرك المشنوق في أوطاننا طرقا
أحبك يا غريبا يحمل السيفا
ويسبح حينما نغدوا نياما
في سماوات العلى طيفا
*
المشرية في 3/09/2007