الأعْيُنُ النُجُل - محمد الأمين سعيدي
تـَبرّدِي بِمِيَـــــاهِ القلـْـــبِ و اغتسِلِي
وأخبـِرِينــي بمــا يندسّ ُ فــــي المقل ِ
وأ َشربيني زُلالا يــــــــــا معذبتـــي
وعلـِّميني فُنـــــونَ العِشْــقِ و الغزل ِ
وأدخلينـــي بلادَ السحر ملتحــِـــــفـًا
بنور عينيكِ في الألحـــاظ و اكتحلي
وزلزِلي هضبـــــات الحب في كبدي
فقد أصيبتْ بحــــار الروح بـــالشلل ِ
في بحر عينيكِ قد أطلقت مركبتـــي
نحوَ الجمال و لـم ترجعْ و لــم تصل ِ
أحبّ فيكِ كوابيــــــــسًا تـُراودنــــي
وتمـــــــلأ القلــــب بالآلام و العلــل ِ
أحبّ فيـــكِ ابتســاماتٍ تـُخبّرنـــــي
أنَّ الصبـــابــَة كـــــــانت أوّلَ المِلل ِ
يا ربّة الحُسْن مــا أخبـــارُ كِذبتــــنا
ألم تــزلْ تـُغــرق اللذاتِ بـــــــالزلل ِ
فكمْ تركنـــا بـِحـــــارَ الحُــبِّ مائجة
وكمْ سحقنا ورودَ الخـــوف والخجل ِ
وكمْ تركنـــا هوانـــــــــا دون ألبسةٍ
وكم سللتِ سيـــوفَ الأعيـــنِ النجل ِ
مجنونُ ليلى ومـــا المجنون يا ملكي
قد كان يبلغُ مـا أخفـــي من الشُـعَل ِ
لا تسمعي لكلامِ الكــــاشِحينَ فمَــــا
أنــــــا المكفــنُ بالألغــــازِ و الحِيل ِ
هذي حَيَاتــي بلا غيــــمٍ و لا سُحبٍ
فهل يُريحكِ مـا شاهدتِ مــــن قِبلي
تركتُ قلبــــي بلا مــــاءٍ و لا عسلٍ
حتى سَقيْتـُـكِ من مـائي ومن عسلي
ورُحتُ أغســلُ بالأشواق ذاكــرتي
لعل شعري يُريكِ الشوقَ في الجمل ِ
رأيتُ وجهكِ في الآفـــــاق ِيُلبسهــا
نورًا فصارتْ هبــــــاءً قمَّــة الجَبل ِ