نقش قديم - محمد الأمين سعيدي

الليلُ صادرَ أقماري وما سَألا
و الحزنُ علَّق في آفاقيَ العِللا

والحرفُ طاردَ أشواقي إلى مدن ٍ
في كل ليلة حُبٍّ تلبسُ المَللا

سفائنُ العشق تاهتْ عنْ مرافئها
فرُحتُ أرْسِلُ مِنْ شطآنها الأمَلا

لعلَّها ذاتَ يوم تستفيقُ على
أمواج قلبي وتُطفي داخلي الشُعَلا

تراكمتْ ذبَحَاتُ الدَهْرِ في كبدي
وشيّدتْ في رحابِ النفسِ معتقلا

وقاتلت كلَّ إحساسٍ مواجعُهُ
تضيئ صمتَ الليالي كلَّما أفِلا

أليسَ في صَفَحَاتِ الكون غيْرَ دمي
يُشيّعُ الجُرْحَ والبَدْرَ الذي قُتِلا

أليسَ للنورِ في أرواحِكُم وطنٌ
يخبّئ الحُبّ فيه الشَوْقَ و القُبَلا

أليسَ للعاشق ِالولهان أقبية
يُمارسُ العشق فيها كلما ذبُلا

أليس للشاعرِ المسحورِ شعوذة
يقولُ للناس فيها الشعرَ و الغزلا

قد أيْنَعَتْ ثمرات الحُبِّ مُذ ْزَمَن
فهلْ يدٌ في حِمَاها تقطِفُ الأمَلا

تشعَّبَتْ سُبُلُ الإرهاق فانطلقتْ
منها متاهاتُ عُمرٍ تفتحُ السُبُلا

وكلما نَامَتِ الأحقادُ أيقضَهَا
مِنْ حُلمِهَا المرّ حقدٌ يَنْشُرُ الخبَلا

مواجِعٌ فِي دَمِ الإنسانِ أشعَلها
كرهٌ تشابَكَ و الخزيُ الذي نَزَلا

ونِصْفُ وَهْم ٍأقامَ الناسُ في يدِه
وضاجعوا كذِب الأقزام ِفاكتمَلا

وراقصوا فِتَنَ الأيام فانفتحتْ
لهُمْ مدائنُ مَنْ قَدْ بجّلُوا هُبَلا

عجائبٌ تنتقي الأخيَارَ ،تملؤُهم
بالزَيْفِ ترضِعُهُمْ مِنْ نهدِهَا زَللا

تُفجّرُ المَجْدَ تُخفي وجْهَهُ بيدٍ
عنّا وترْسُمُ فِي أرواحِنا الخللا

هلْ غادرتْ سُحُبُ الأشواق ِمِنْ دَمِنا
هل هرّبتْ ذلكَ الغيْثَ الذي هَطلا

ما بَالُ كلِّ ورودِ الحُبِّ ذابلة
هل عجّلَ الكرْهُ فِي أوراقِها الأجَلا

ما بَالُ كلُّ رياح ٍكلُّ عاصفة
تحمّلُ الكذ ْب و الألغَازَ و الحِيَلا

زَمَاننَا مرتعُ الآلام ،واحدة
أحلامُنا أحرقتْ محْصُولهَا اشتعَلا

وكل حُلْم جميل ٍريحُه عَطرٌ
في روحِنا فارق َالأنفاسَ وانتقلا

قدْ كانَ للحُبِّ في تاريخنا لغة ٌ
تردِّدُ الشعرَ والعشقَ الذي اتصَلا

واليوم صارَ هوانا دونمَا ثقة
ومُزّق الشملُ و البينُ المقيتُ عَلا