يا أنت - محمد الأمين سعيدي

ما أنتَ حينَ تُناديني و أستمعُ
أنتَ الجريحُ الذي يبكي و ينقطعُ

في باحة القلب آلام مكدّسة
يا أنتَ لم يبق في الأنفاس متّسعُ

أقبلتَ من وجع دام ٍإلى وجع ٍ
دام يُبعثرُ في أنحائه الوجعُ

ما أنتَ حين تراني في مقاتلةٍ
أنتَ العدوّ ُوأنتَ الحربُ و الفزعُ

هاجمتَ شعري وما استعذبْتَ قافيتي
وبعتَ أرضي و قد أودى بِكَ الطمعُ

وغُصتَ في داخلي ،هيّجتَ أمزجتي
وموجة ُالحُزن في الأعماق ترتفعُ

ما الحبُ ما الكرهُ ما الإحساسُ؟ يا كبدي
ما السرُما الجهر ما الأديانُ ما البدعُ؟

ما الكون؟هذي حياتي لست أفهمُها
ما الحرف ؟هذي حروبُ الشعر تندلعُ

يا أيّها الكافِرُ المسكونُ في قلمي
ما زلتَ تملؤني خوفًا و تبتدعُ

مزَّقتني قِطعا مزقتَها قطعا
فرّقتني هل تراني سوف أجتمعُ؟

يا أنتَ من أنتَ؟ أخبرني بلا خِدع ٍ
إني سئمتُ كلامًا كلّه خدعُ

تغتالني زفراتي كلّ ثانية ٍ
ويرتوي من نزيفي القاتل البشعُ

روحي على صفحات الدهر مبهمة ٌ
أجواؤُها كضباب ليس ينقشعُ

ما أنتَ ؟أنت لهيبٌ أنت مجزرة
تظلّ فيها ورود الروح تُقتلعُ

هل أنت عمري الذي أفنيتُ أوّلَه
أم أنت آخره ما زالَ ينْصَدِعُ