الحرف والزمن المعطـَّر بالنزيف - محمد الأمين سعيدي

بين السحابةِ و السحابة ِ
يستظلّ القلبُ من حرّ المعاني المحرِقـَه ْ
مَطـَرُ المشاعرِ ينزفُ الإحساسُ بينَ خيُوطِهِ
ويُراجِعُ الزَمنَ المعطـّرَ بالنزيف ْ
هل كان صمتُ الليل ينسجُ جرحَهُ
أم كان صوتُ الأرض ِ
والوطن ُ المجفّفُ مثل أوراق ِالخريف ْ
الحرفُ يَنقشُ فوق جُدران المآسي سِرّهُ
هلْ كانَ يغرِفُ مِنْ بـِحَارِ الغيب ِ
أم هل كانَ ينحتُ مِنْ صخورٍ مشرِقه ْ
لا حكمَ إلا الله
وارتفعَ الضجيج ُ
وأبحرَ الكلمُ المقدّسُ في عقولٍ مغلقه ْ
بين السحابةِ و السحابةِ زُمْرة ٌ
ركبتْ جوادَ الفهم ِ تجتازُ الصفُوف ْ
والشعبُ ملّ منَ الخطابة ِ
من زمانِ السهْو ِ
من لـَحْن ِ البنادِق ِ و السيوف ْ
لا شيءَ يُغلق فجوة َ الآلام ِ
لا شعرٌ مقفـَّى
لا جنود ْ
فالأمر جاوزَ قدرة َ الكلماتِ و الكذِبِ الجميل ْ
الأمرُ أصبح يَعْصُرُ الكلماتِ عَصْرَا
يرْفعُ الأوهامَ بالأوهام ِ قصْرَا
ينتـَشي..
والموتُ يرْقصُ في بداياتِ الفُصول ْ
غادِرْ سماءَ القلْب يا وجَعًا تحنّط منذُ آلاف السِنين ْ
إنّي طرَدْتُ نسيمَ جُرْحِكَ من دمي
فاحْمِلْ خُطاكَ ولا تعُدْ
فالقلبُ تغمرُه سحاباتُ التمرّدِ و الجنون ْ
*
المشرية في 10/8/2007