أشاقتكَ أظعانٌ بجفنِ يبنبمِ - طفيل الغنوي

أشاقتكَ أظعانٌ بجفنِ يبنبمِ
نعم بُكُراً مثلَ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ أشاقَتكَ أظعانٌ بجَفـنِ يَبَنْبَمِ

غدوا فتأملتُ الحدوجَ فراعني
وقد رفعُـوا في السَّيرِ إبرَاقُ مِعْصَمِ

أسيلِ مشكَّ المنخرين كأنهُ
إذا اسْتَقبَلَته الرِّيح مُسعُط شُبْرمِ

وَرَبِّ التي أشرَقنَ في كلِّ مِذنَبٍ
سَوَاهِمَ خُوصاً في السَّريحِ المُخَدَّمِ

أبسَّتْ به ريحُ الجنوبِ فأسْعَدَتْ
رَوايـا لـه بالماءِ لمَّا تَصَرَّمِ

له هيدبٌ دانٍ كأنَّ فروجهُ
فُوَيقَ الحَصَى والأرضِ أرفَاضُ حَنْتَمِ

تسوفُ الأوابي منكبيه كأنها
عَذَارَى قُرَيشٍ غير أن لم تُوَشَّمِ

أرى إبلى عافت جدودَ فلم تذق
بها قطرة ً إلاَّ تحلة َ مقسمِ

فقلت لحراضٍ وقد كدتُ أزدهي
من الشوق في إثر الخليطِ الميممِ

يَزُرْنَ إلالاً لا يُنَحِّبْنَ غَيرَهُ
بِكُلِّ مُلَبٍّ أشعثِ الرَّأسِ مُحْرِمِ

عَوازِبُ لم تَسمَع نُبوحَ مَقامَـة ٍ
ولم تَرَ ناراً تِـمَّ حـولٍ مُجرَّم

ألم تَـرَ ما أبصَرتُ أم كنتَ ساهِياً
فتشجى بشجوِ المستهامِ المتيمِ

لقد بينت للعينِ أحدابها معاً
عَلَيهِنَّ حوكِيُّ العراق المُرقَّم

وبُنيَانَ لم تُورد وقد تمَّ ظِمؤها
تراحُ إلى جوَّ الحياضِ وتنتمي

سوى نارِ بيضٍ أو غزالٍ بقفرة ٍ
أغنَّ من الخنس المناخرِ توأمِ

عقارٌ تظلُّ الطيرُ تخطفُ زهوهُ
و عالينَ أعلاقاً على كلَّ مفأمِ

أهلت شهورَ المحرمينَ وقد تقتْ
بِأذنَابِهَـا رَوْعَـاتِ أكْلَفَ مُكْدَمِ

فقال ألا لا لم ترَ اليومَ شبحة ُ
و ما شمتَ إلاَّ لمح برقٍ مغيمِ

إذا رَاعِياها أنضّجَاهُ تَرامَيا
به خِلسَة ً أو شَهـوَة َ المُتَقَرِّمِ

وفي الظَّاعِنينَ القلبُ قد ذَهَبَتْ به
أسيلَة ُ مَجرَى الدَّمعِ رَيَّا المُخَدَّمِ

إذا ما دَعاها استَسْمَعَت وتأنَّستْ
بسحماءَ من دون الغلاصمِ شدقمِ

عَروبٌ كأنَّ الشَّمسَ تحت قناعِها
إذا ابتسمتْ أو سافراً لم تبسمِ

رقودُ الضحى ميسانُ ليلٍ خريدة ٌ
قد اعتدلت في حُسنِ خلّقٍ مُطَهّم

إذا وردتْ ماءً بليلٍ كأنها
سحابٌ أطاعَ الريحَ من كلَّ مخرمِ

أصاحِ ترى بَرقاً أُريك وميضَة ُ
يُضيءُ سَنَاهُ سُوقَ أثلٍ مُرَكَّمِ

تَعارَفُ أشباهاً على الحَوضِ كُلُّها
إلى نَسَبٍ وسط العَشيرَة ِ مُعْلَـمِ

غَنْمِنا أباها ثم أحـرَزَ نَسلها
ضرابُ العدى بالمشرفي المصممِ

أسفَّ على الأفلاجِ أيمنُ صوبهِ

وكُلُّ فتى ً يَرْدى إلى الحَرْب مُعْلَماً
إذا ثوبَ الداعي وأجردَ صلدمِ

وسَلهَبَة ٌ تَنضُو الجِيادَ كأنَّها
رادة ٌ تدلتْ من فروع يلملمِ

فذلكَ أحياها وكلُّ مُعَمَّمِ
أريبٍ بمنعِ الضيفِ غير مضيمِ

إذا ما غَدا لم يُسقِط الخوفُ رُمحَهُ
و لم يشهدِ الهيجا بألوثَ معصم