رؤيا الرجل الصالح - محمد الأمين سعيدي

أحيانا حين ينام الجرحُ
تُراودني بعض الأحلامْ
فأرى النيران تُطاردُنا
عبر الجدران المنقوشة في بعض جراحات الأيّامْ
وأراني أمشي مكبوتا فوق صراخ الأهراماتْ
وأرى الآيات التسع ِ
تُداعبُ صمتَ الأرض و صمتَ الماءْ
وتُراقب كل الدجالينْ
وكل توابيت الأعمامْ
وأراني أستيقظ ُفي حُلمي
وجميع بني الإنسان نيامْ
يا يوسفُ يا وطن الرؤيا
مارأيُك في هذي الأشياءْ
بُلدان تغزوها بُلدانْ
والعبد الأسود ينكح كل حريم السلطانْ
وبقايا الجندِ تضاجعُ جدران الوطن الأعمى
وحروفُ الشاعرِ تعصرُ أعنابَ الردّة وتبيعُ الصمتَ إلى الأوراقْ
ومساجدُنا و كنائسُنا راحتْ تحفِرُ وَجْهَ الأرْض ِ
لتدفن أسرارَ الأقزامْ
و(قفا نبك) الطلل الباكي
صارت تبكي الوطنَ المحفورَ على أبواب الخماراتْ
يا ملك الرُؤيا أخبرني
ما معنى هذي الإرهاصاتْ؟
ملك الرؤيا قالْ:
يا ولدي:
هي بعضُ النارِ و بعضُ الماء ِ
وبعضُ أماراتِ الإعدامْ
تُسافرُ من نافذة الغيب ِ
وتُبحرُ في جسدِ الإنسانْ
لتبددَ ألوانَ الدنيا
وتُعجّل خاتمة الأيّامْ