إنتحار و ساعة مطر - مصعب تقي الدين

أنا زمن الذين مضوا
أنا الأحزان و الذكرى

أنا الغيم الذي يبكي
فينزل دمعه مطرا

أنا الإنسان لو أحكي
لطال الليل إن حضرا

لذابت كل أنجمه
لتصبغ صفحتي شعرا

سأشعل كل قنديلٍ
لأبدي ما هنا استترا

وأصدح علَ أغنيتي
ستمنح تائها قدرا

غريباً كنت عن وطني
ومنفياً ومحتضرا

لأني بعت أنسجتي وبعت العين والبصرا

لأخبر من بمسجدنا
بأن إمامهم كفرا

فبدل سورة الإنسان فالإنسان قد فجرا

وبدل سورة الرحمان
فالرحمان ما غفرا

وأسس سورة الدستور
إن الخير ماأمرا

بلادي قد قسا الوالي
على شعبي وما انتظرا

ليقطع رجل من يمشي
ويفقأعين من نظرا

أميري قد غدا فرعون
أصبح قلبه حجرا

سيذبح كل مولود من الشعب الذي افتقرا

وموسى فيَ مسجون
سيعدم بعد أن صبرا

بلادي هذه صحفي
تجوب البر و البحرا

ستَغرق بعد أن تروي
كلاما يشبه المطرا

سيبلع كل من صبأوا
ويُغرق كل من كفرا

بلادي إن بكى الوال
ي على شعري وإن سخرا

أقول كقول من سبقوا
هجوت ولست معتذرا

وأُخبر من أتى بعدي
بأن غريبهم قُبرا

فشعري قد غدا سيفا
وإني متُ منتحرا

أ