أَبلغ النعمان عني مالكاً - عدي بن زيد

أَبلِغِ النُعمانَ عَنّي مَألَكاً
إِنَّني قَد طالَ حَبسي وَاِنتِظاري

لَو بِغَيرِ الماءِ حَلقي شَرِقٌ
كَنتُ كَالغَصّانِ بِالماءِ اِعتِصاري

وَعُداتي شَمِتَت أَعجَبَهُم
أَنَّني غُيِّبتُ عَنهُم في إِساري

فَلَئِن دَهرٌ تَوَلّى خَيرُهُ
وَجَرَت بِالنَحسِ لي مِنهُ الجَواري

لي بِما مِنهُ قَضَينا حاجَةٌ
وَحَياةُ المَرءِ كَالشَيءِ المُعارِ

لَثِقَ الريشُ تَدَلّى غُدوَةً
مِن أَعالي صَعبَةِ المَرقى طَمارِ

لَيتَ شِعري عَن دَخيلٍ يَفتَري
حَيثُما أَدرَكَ لَيلي وَنَهاري

لِاِمرِئٍ لَم يَبلُ مِنّي سَقطَةً
إِن أَصابَتهُ مُلِمّاتُ العِثارِ

قاعِداً يَكرُبُ نَفسي بَثُّها
وَحَراماً كانَ سِجني وَاِحتِصاري

نَحنُ كُنّا قَد عَلِمتُم قَبلَكُم
عُمُدَ البَيتِ وَأَوتادَ الإِصارِ

وَأَبوكَ المَرءُ لَم يُشنَأ بِهِ
يَومَ سيمَ الخَسفَ مِنّا ذو الخَسارِ

أَجَل نُعمى رَبُّها أَوَّلَكُم
وَدُنُوّي كانَ مِنكُم وَاِصطِهاري

أَجلَ إِنَّ اللَهَ قَد فَضَّلَكُم
فَوقَ مَن أَحكَأَ صُلباً بِإِزارِ