نَفَثَاتْ - خالد أبو حمدية

شكا غَدْرَةَ الدنيا
وفارق ناسَها
وبعثر أوراق السنين
وداسَها ..
وأمَّلَ ما أعطى الزمانُ
فَلَمْ يَجِدْ
من الجنةِ الخضراءِ
الاّ يباسَها
غريبٌ ويبكي حين يشقىا
بلمحةٍ
على نهدة خرساءَ
خَطّت حواسَها
وظَلّت مع الأيام
بيرق رِقّة
وفي لوعةِ الذكرى
أقامت أساسَها
ضلوعٌ يباسٌ في الحنين
تكسّرت
وأجفانُ تُخفي
بالدموعِ
نعاسَها
كما العُمرُ للأقدارِ
عينٌ سخيّةٌ
بقيتُ مع الأيامِ
أرجو انحباسَها
فما هي في الأفراحِ
جَنّةُ مغرمٍ
وفي الحزنِ
أطفاها البكا ..
وأناسَها
أمنّي يدي
نارَ الجديلة ليتها
تذوبُ مع الحِنّا
تُقَبّلُ راسها
تجيؤكِ روحي
لو دروبي طويلةٌ
وتستقيكِ
من شهدِ التّعشّقِ
كاسَها
فذي الأرض تطوى
حين أفرِدُ خفقتي
وتكبرُ إن قلبي
بهجرك
قاسَها
حبيبي عيوني
حين تكنزُ جمرَها
عيونُك تُرسي
فوق خدّك
ماسَها
فكلُّ عَذاباتٍ تهونُ
عدا الهوى
إذا سَلَّ من عين المشوقِ
اختلاسَها
وأنتِ على البرقِ الشرودِ
عبارةٌ
أحاولُ من ليل المحال
اقتباسَها
فكيف وذاك البدرُ
مدرجُ حبوها
بكفي
ترجّي
في السطور
التماسَها
وشتان بين المبتلى
بسوادهِ ...
وبين الذي ضمّ النجومَ
وباسَها.