عياش زُفَّ إليكَ جهدٌ جاهدُ - أبو تمام
عياش زُفَّ إليكَ جهدٌ جاهدُ
واحتلَّ ساحتكَ البلاءُ الراكدُ
ما اللُّؤُمُ لُؤْماً إِنْ عَدَاكَ لُبَانُه
وعدوتَه ولهيعة ٌ لكَ والدُ !
أَلِفَ الهِجَاءَ فما يُبالي عِرْضُه
أهجاهُ ألفٌ أمْ هجاهُ واحدُ
سَمُجَتْ بكَ الدُّنيا فما لكَ حامدٌ
وسَمجْتَ بالدُّنيا فما لكَ حاسِدُ!
لأنكلَّنكَ أنْ تكونَ لشاعر
منْ بعدِها غرضاً وأصلُكَ فاسدُ
ولأُشهِرنَّ عليكَ شُنْعَ أَوابدٍ
يُحسَبْنَ أسْيافاً وهُنَّ قَصائِدُ
فيها لأعناقِ اللئامِ جوامعٌ
تَبْقَى وأعناقِ الكرام قَلائِدُ
يلزمنَ عرضَ قفاكَ وسمَ خزاية
لم يخزها بأبي عيينة خالدُ
واللَّهُ يَعلمُ أَنَّ شِعراً شَابَه
فِيكَ الهجاءُ أو المَدِيحُ لَكاسِدُ
فالبس ثيابَ فضائحٍ أسديتها
أشْراً وألحَمَها أَخوكَ البارِدُ