بسطتْ إليَّ بنانة ً أسروعا - أبو تمام

بسطتْ إليَّ بنانة ً أسروعا
تَصِفُ الفِراقَ ومُقْلَة ً يُنْبُوعا

كادَتْ لِعرْفانِ النَّوى أَلفاظُها
منْ رقة ِ الشكوى تكونُ دموعا

بل صوتُ عاذلة ٍ عراني موهناً
عدلٌ لعمركَ لوْ عذلتَ سميعا

أَأَلومُ مَنْ بَخِلَتْ يَداهُ واغتَدَى
للبخلِ ترباً، ساءَ ذاك صنيعا !

آبى فأَعصِي العَاذِلينَ وأغْتَدِي
في تالِدي لِلسائلينَ مُطيعا

مُتَسربلاًخُلُقَ المَكارِمِ إنها
جُعِلتْ لأعراضِ الكرامِ دروعا

ومُحَجَّبٍ حاوَلْتُه فَوَجَدْتُه
نجماً على الركبِ العفاة ِ شسوعا

لمّا عَدِمْتُ نَوالَه أعدَمتُه
شكري فرحنا معدمين جميعا !