صرِّدْ ونكدْ وزندْ أنتَ معذورُ - أبو تمام

صرِّدْ ونكدْ وزندْ أنتَ معذورُ
أسدُ الشرى ليسَ تنميها الخنازيرُ

هَيهاتَ خَفَّ إلى الغَاياتِ لاحِقُها
سَبْقاً وأثقَلَكَ الحالُومُ والصيرُ!

إني بِشَتْمِ امرِىء ٍ أكدَتْ خَلِيقتُه
وكانَ باللؤمِ مشهوراً لمعذورُ

يا خِلقَة ً قَدْ أمالَ الدَّهرُ أشطُرَها
لم يَكْفِها مِنْ عِقابِ اللَّهِ تَغيِيرُ!

لم يُخْطِىء ِ الرَّأيَ غيلانٌ وشِيعَتُهُ
إنْ لم تكنْ أخطأَتْ فيكَ المقاديرُ

أمنْ نسيمِ الهجاءِ انفلَّ حدُّكمُ
فكيفَ لو قدْ علَتْ تلكَ الأعاصيرُ ؟

أنظرْ إليهم كفانا اللهُ أمرهمُ
أيدٍ صخورٌ وأعراضٌ قواريرُ

مجدٌ تهدمَ حتى صارَ محكمُه
نقضاً تُرمُّ بهِ الآطامُ والدورُ

ساحاتُ سوء بحمدِ اللهِ ميتة ٌ
فيها العلا حية ٌ فيها الزنانيرُ !