أعليَّ يقدمُ عتبة ُ المستحلقُ - أبو تمام

أعليَّ يقدمُ عتبة ُ المستحلقُ
هيهاتَ يطلبُ شأوَ منْ لا يلحقُ !

كمْ خلقِ أير لم يكنْ لكَ ظالماً
قَدْ باتَ وهُوَ بِحَلْقِ جُحْرِكَ يَخْفقُ!

لو كُنتَ تَعلمُ يا مُخَنَّثُ طائِلاً
لَعَلِمْتَ أَنَّكَ في هِجائي أَحمَقُ

فلتعلمنَّ حرُ أمِّ منْ وإهابُ من
وقديمُ منْ وحديثُ منْ يتمزَّقُ !

لَجَّجْتَ في بحرِي فَنَاكَ عَجُوزَهُ
مَنْ كانَ في شَكٍّ بأنَّكَ تَغرَقُ

واللَّهِ لَوْ ألصقتَ نَفْسَكَ بالغَرَا
في كلبَ لاستيقنتَ أنكَ ملصقُ

دَعْ مَعْشرِي لا مَعْشَرٌ لكَ إنَّني
مِن خَلفِهمْ وأمامِهمْ لكَ مَوبِقُ

كَم نادمَتُ أسيافُنا أرماحَهم
بينَ الجُيُوشِ على دَمٍ يَترقرقُ

عُميٌ حَدَوكَ إليَّ أيُّ عَجِيبة ٍ
أعمى دليلُ هدى ْ وأخرسُ ينطقُ ؟

قُولوا فلَستُم ضَائِريَّ وأنتمُ
نَسلُ البغايا تَكْذِبونَ وأصدُقُ