ستعلمُ يا عياشُ إنْ كنتَ تعلمُ - أبو تمام

ستعلمُ يا عياشُ إنْ كنتَ تعلمُ
فَتَنْدَمُ إنْ خَلاَّكَ جَهْلُكَ تَندمُ

أَبَى لكَ أَنْ تَأْبَى المَخَازِيَ كلَّها
أَبٌ أندَرَهْلِي وجَدٌ مُعلَّمُ

وقفتُ عليكَ الظنَّ حتى كأنما
لَدَيْكَ الغِنَى أَوْ ليسَ في الأَرضِ دِرْهَمُ

وكفكفتُ عنكَ الذمَّ حتى كأنما
أَجَارَكَ مَجْدٌ أَوْ كَأَنيَ مُفْحَمُ

فلَمَّا بَدا لي منكَ لُؤْمٌ يَحُفُّهُ
حرمية ٌ يستنُّ فيها التبظرمُ

تَرَكْتُكَ ما إِنْ في أَدِيمكَ ظاهِرٌ
ولا باطنٌ إلا ولي فيهِ ميسمُ

فأيسرُ منْ تسآلكَ العيُّ والعمى
وأعذبُ من إحسانكَ القيحُ والدمُ