و ما كنتُ أخشى أنْ أبيتَ وبيننا - أبو فراس الحمداني

و ما كنتُ أخشى أنْ أبيتَ وبيننا
خليجانِ و" الدربُ " الأشمُّ و" آلسُ "

ولا أنني أستصحبُ الصبرَ ساعة ً
ولي عنكَ مناعٌ ودونكَ حابسُ

ينافسني فيكَ الزمانُ وأهلهُ
وَكُلُّ زَمَانٍ لي عَلَيْكَ مُنَافِسُ

شرَيتُكَ من دهرِي بذي النّاس كلّهم
فلا أنا مَبخُوسٌ وَلا الدّهرُ بَاخِسُ

وَمَلّكتُكَ النّفسَ النّفيسَة طائِعاً،
و تبذلُ للمولى النفوسُ النفائسُ

تَشَوّقَني الأهْلُ الكِرَامُ وأوْحَشَتْ
مَوَاكِبُ بَعْدِي عِنْدَهُمْ وَمَجالِسُ

وَرُبّتَمَا زَانَ الأمَاجِدَ مَاجِدٌ،
وَرُبّتَمَا زَانَ الفَوَارِسَ فَارِسُ!

رفعتُ على الحسادِ نفسي ؛ وهلْ همُ
و ما جمعوا لوْ شئتُ إلا فرائسُ ؟

أيدركُ ما أدركتُ إلاَّ ابنُ همة ٍ
يُمَارِسُ في كَسبِ العُلى ما أُمارِسُ؟

يضيقُ مكاني عنْ سوايَ لأنني
عَلى قِمّة ِ المَجْدِ المُؤثَّلِ جَالِسُ

سبقتُ وقومي بالمكارمِ والعلاَ
و إنْ زعمتْ منْ آخرينَ المعاطسُ