فلمَّا رأتنا اجفلت كل مُجفلِ فبين قتيلٍ بالدماء مُضَرَّجٍ، إبَاءٌ إبَاءُ البَكْرِ، غَيرُ مُذَلَّلِ، - أبو فراس الحمداني

فلمَّا رأتنا اجفلت كل مُجفلِ فبين قتيلٍ بالدماء مُضَرَّجٍ، إبَاءٌ إبَاءُ البَكْرِ، غَيرُ مُذَلَّلِ،
وعزمٌ كحدِّ السيفِ ، غيرُ مفللِ

أأُغْضِي عَلى الأمْرِ، الذي لا أُرِيدُهُ،
وَلَمّا يَقُمْ بِالعُذْرِ رُمحِي وَمُنْصُلي

أبى اللهُ ، والمهرُ المنيعيُّ ، والقنا ،
وَأبْيَضُ وَقّاعٌ عَلى كلّ مَفصِلِ

وَفِتْيَانُ صِدْقٍ من غَطارِيفِ وَائِلٍ
إذا قيلَ ركبُ الموتِ قالوا لهُ : انزلِ‍

يَسُوسُهُمُ بِالخَيْرِ وَالشّرّ مَاجِدٌ،
جَرْورٌ لأِذْيَالِ الخَمِيسِ المُذَيَّلِ

لهُ بطشُ قاسٍ ، تحتهُ قلبُ راحمٍ ،
ومنعُ بخيلٍ ، بعدهُ بذلُ مفضلِ

وعزمة ُ خراجٍ منَ الضيمِ ، فاتكٍ ،
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَ من عَلِ

عزوفٌ ، أنوفٌ ، ليسَ يقرعُ سنهُ،
جريءٌ، متى يعزمْ على الأمرِ يفعلِ

شَدِيدٌ عَلى طَيّ المَنَازِلِ صَبْرُهُ،
إذا هوَ لمْ يظفرْ بأكرمِ منزلِ

بِكُلّ مُحَلاّة ِ السّرَاة ِ بِضَيْغَمٍ،
وكلِّ معلاة ِ الرحالِ بأحدلِ

كَأنّ أعَالي رَأسِهَا وَسَنَامِهَا
منارة ُ قسيسٍ ، قبالة َ هيكلِ

سريتُ بها، منْ ساحلِ البحرِ، أغتد
على " كفر طاب"، صوبها لمْ يحولِ

وقدمتً نذري أنْ يقولوا : غدرتنا ‍
وأقبلتُ ، لمْ أرهقْ ، ولمْ أتحيلِ

إلى عربٍ ، لا تختشي غلبَ غالبٍ ،
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَ من عَلِ

تَوَاصَتْ بِمُرّ الصّبْرِ، دونَ حريمها

وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَ من عَلِ

فَلَمّا أطَعتُ الجَهلَ وَالغَيظَ، ساعَة ً،
دَعَوْتُ بحلمي: أيّها الحِلمُ أقْبِلِ!

بُنَيّاتُ عَمّي هُنّ، لَيسَ يَرَينَني:
بَعيدَ التّجَافي، أو قَلِيلَ التّفَضُّلِ

شِفِيعُ النّزَارِيّاتِ، غَيرُ مُخَيَّبٍ،
وداعي النزارياتِ ، غيرُ مخذلِ

رَدَدتُ، برَغمِ الجَيشِ، ما حاز كلَّهُ،
وَكَلّفْتُ مَالي غُرْمَ كُلّ مُضَلِّلِ

فأصبحتُ، في الأعداءِ ، أيَّ ممدحٍ
وإنْ كنتُ في الأصحابِ ، أيَّ معذلِ

مضى فارسُ الحيينِ "زيدُ بنُ منعة ٍ "
ومنْ يدنُ منْ نارِ الوقيعة ِ يصطلِ

وقرما " بني البنا : تميمُ بنِ غالبِ "
همامانِ ، طعانانِ في كلِّ جحفلِ

وَلَوْ لمُ تَفُتْني سَوْرَة ُ الحَرْبِ فيهِما
جَرَيْتُ عَلى رَسْمٍ من الصّفحِ أوّلِ

وعدتُ ، كريمَ البطشِ، والعفوِ ، ظافراً ،
أُحَدِّثُ عَنْ يَوْمٍ أغَرّ، مُحَجَّلِ