يا منْ كساهُ اللهُ أردية َ العُلى - أبو منصور الثعالبي

يا منْ كساهُ اللهُ أردية َ العُلى
وحباهُ عطرَ ثنائِها المتضوعِ

وإذا نظرتُ إلى محاسن وجهه الـ
ـمسعود قلت لمقلتي فيها ارتعي

وإذا قريتُ الأذنَ شهدَ كلامِهِ
قلتُ اسمعي وتمتّعي وارعَيْ وَعِي

فكأنّما يُوحى إلى خَطَراتِهِ
في مطلعٍ أو مَخْلَصٍ أو مقطعِ

لكَ في المحاسنِ معجزاتٌ جَمَّة ٌ
أبداً لغيركَ في الورى لم تُجمَعِ

بحران: بحرٌ في البلاغة ِ شابَهُ
شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعي

وترسلُّ الصابي يزينُ علوَّه
خطُّ ابنِ مقلة َ ذي المحلِّ الأرفعِ

كالنَّوْرِ أو كالسِّحرِ أو كالبدرِ أو
كالوشيِ في بردٍ عليهِ موشَّعِ

شكراً فكمْ من فِقْرة ٍ لك كالغِنى
وافى الكريمَ بعيدَ فقرٍ مدقعِ

وإذا تفتَّق نَورُ شعرِكَ ناضراً
فالحسنُ بينَ مرصَّعٍ ومُصَرَّعِ

أرجلت فرسانَ القريضِ ورضت أفـ
ـراسَ البديعِ وأنتَ أفرسُ مبدعِ

ونَقَشْتَ في فصِّ الزمانِ بدائعاً
تُزْري بآثارِ الربيعِ المُمْرعِ

وحويت ما تُكْنى به طرَّاً فلم
تَتركُ لغيرِك فيهِ بعضِ المطمعِ