عصيتُ في السّكرِ مَن لَحاني، - أبو نواس

عصيتُ في السّكرِ مَن لَحاني،
وخانَني حادِثُ الزّمـانِ

لَمّـا تَمادَيْتُ في مُجونٍ ،
ألْـقـى على غَـارِبي عِـنَـانِ

أبْتَدِعُ الكَسْبَ للمَعاني،
بأوْجُـهٍ عَـفَّــة ٍ حِـسـانِ

ما مَرّ يوْمٌ ولَيسَ عندي
من طُـرَفِ اللّهْـوِ خَـصْـلَـتانِ

كأسُ رَحيقٍ، ووَجهُ ظَبْيٍ،
تَـظِـلُّ في حُـسْـنِـهِ المعَانـي

نِلْتُ لَذيذَ الْحَرامِ منهُ،
ونالَهُ النّاسُ بالأماني

كم لذّة ٍ قلتُ قَدْ وَعاها
في وَسَطِ اللّوْحِ حافِظانِ!