ضَحكَ الشّيبُ في نواحي الظّلامِ ، - أبو نواس

ضَحكَ الشّيبُ في نواحي الظّلامِ ،
وارْعَوَى عَنكَ زاجرُ اللّوّامِ

فاسْقنيهـا سلافَـة ً ينْت عشـرٍ ،
دَبّ في جِرْمِها غِذاءُ الْحَرامِ

من عُقارٍ كطَلعَة ِ البَدْرِ، لا بلْ
تكْسِفُ البّـدْرَ في رُواقِ الـظّـلامِ

عاطِنيها ، كما وَصَفتَ خليلي ،
من يَـدَيْ شـادِنٍ رَخيـمِ الكَــلامِ

عَلّمَ السّـحْـرُ مُقـلَتيـهِ احوِراراً
شِيبَ تَفتِيرُهُ بلَوْنِ المُدامِ

وجْهُـهُ البدرُ ، والمـدامة ُ بَـدْرٌ ،
يا لبَدْرَينِ رُكّبَا في نِظامِ

كلّما دارَتِ الكُؤوسُ تَغَنَّى :
«مَنْ لقَلْبٍ مُتَيَّمٍ، مُستَهامِ»

خَلّ للأشقِياءِ وَصْفَ الفَيافي،
واسْقنيـهـا سُـلافَـة ً بسَـلامِ