وصاحبٍ زانَ كلَّ مُصْطَحبٍ - أبو نواس
وصاحبٍ زانَ كلَّ مُصْطَحبٍ
يُنمَى ، إذا ما انتَمى ، إلى اليَمَنِ
أرْوَعُ، مَحمُودَة ٌ خَلائِقُهُ،
يَبذُلُ في الْخَمْرِ أفْضَلَ الثّمَنِ
بَدْرُ ظَلامٍ، غِياثُ مجدِبَة ٍ،
مَعدِنُ بَذْلٍ، يَهْتَزّ للمِنَنِ
مَهَـذّبٌ ، ماجِـدٌ ، أخو كَـرَمٍ ،
قَرْمٌ يُرَجّى لحادِثِ الزّمَنِ
دَوْماً تَراهُ قَتيلَ غانيَة ٍ،
مُعْمِلَ كأسٍ بالْخَلْعِ للرّسَنِ
نادَيْـتُـهُ ، والظّـلامُ مُنْـسَـدِلٌ ،
وغُـرّة ُ الصّـبْـحِ بَـعدُ بم تَبـنِ
قُمْ يا خَليلي إلى الْمُدامِ لكَيْ
تَـطْـرُدُ عَنّـا عَساكـرَ الحـزَنِ
فلَمْ يُجِبْني إلاّ بِلَجْلَجَة ٍ،
تكادُ تَخفَى على الفَتى الفَطِنِ
فـلَمْ أزَلْ بالـرُّقَـى أُعَـلِّـلُـهُ ،
حتى انجَلى عَنـهُ عارِضٌ الـوَسَـنِ
ثـمّ تَـغَـنّى عـلَـيـهِ مـنْ طَـرَبٍ :
«يا رِيحُ ما تَصْنَعينَ بالدّمَنِ»