و خِـمّــارٍ حـطَطْتُ إليـهِ ، لَيْــلاً ، - أبو نواس

و خِـمّــارٍ حـطَطْتُ إليـهِ ، لَيْــلاً ،
قـلائصَ قـد ونينَ من السِّفــارِ

فجمجَمَ والكــرَى في مُقْـلَـتَيْـهِ ،
كمـخـمـورٍ شكَــا ألمَ الخُـمــارِ

أبِنْ لي كيفَ صِـرْتَ إلى حريمـي،
و نجْمُ الـلّيْــلِ مكْتَـحِـلٌ بقـارِ

فقلتُ له: ترَفَّقْ بـي فــإنّي
رأيْتُ الصّبْحَ من خلَلِ الديارِ

فكـانَ جوابهُ أن قالَ : صُبْحٌ !
و لا صبحٌ سـوى ضـوء العُقــارِ!

وقامَ إلى العُقارِ، فَسَدّ فاهَا
فـعـادَ الــلّيْــلُ مـسْـوَدّ الإزارِ

فَـحَـلّ بِـزالُـها في قَعْــرِ كأسٍ ،
محفَّرَة ِ الجوانبِ والقَرَارِ

مـصــوَّرَة ٍ بصُورَة ٍ جـنـدِ كسْرى ،
وكسْرَى في قَرَارِ الطَّرْجَهَارِ

وجُلُّ الجنـدِ تحتَ رِكــابِ كـسرَى ،
بــأعـمـدة ، وأقــبِـيـَــة ٍ قِــصـارِ