هاتِ من الرّاحِ ؛ فاسقِني الرّاحـَا ، - أبو نواس

هاتِ من الرّاحِ ؛ فاسقِني الرّاحـَا ،
أما ترَى الديكَ كيفَ قد صاحا

وأدْبَرَ اللّيلُ في مُعَسْكَــرِهِ ،
مُنْصَرِفــًا، والصّباحُ قد لاحــَا

فاستعملِ الكأسَ ، واسقني بَكِراً ،
إنّي إليها أصبحنُ مُرْتاحَــا

كأسًـا دِهاقًـا ، صِرْفـًا ؛ كأنّ بها
إلى فمِ الشّارِبينَ مصْباحَا

نُؤْتَى بها كالخَلوقِ في قدَحٍ ،
خالط ريحُ الخَلوقِ تُفّــاحَــا

من كفّ قبْطِيّة ٍ مُزَنَّرَة ٍ ،
نجْعَلُهَا للصَّبُوحِ مفْتاحَا

تقولُ للقَوْمِ منْ مَجانتِها
بالله لا تحبسَنّ الأقْدَاحَا