لِمَنِ الدّيّا رُ تَسَـرْبَلَـتْ بِـبِـلاها ، - أبو نواس
لِمَنِ الدّيّا رُ تَسَـرْبَلَـتْ بِـبِـلاها ،
نسِيَتْكَ ربّتُها، وما تَنْسَاهَا
لا تَكْذِبَنّ، فما أراكَ بمُنْتَهٍ
عنها، وإن كلّفتَ أن تَشناهَا
فاقْرِ الْهُمومَ، إذا عرَتكَ، شِمِلّة ً
عبِلَتْ مناكبُها، وطالَ قَراهَا
لِـتَزُورَ من قَـحْطانَ قَـرْمَ مَغاوِلٍ ،
لا مُعْجَباً صَلِفاً، ولا تَيّاهَا
خضَعَتْ لعُثمانَ بن عُثمانَ العُلى
حتى تَسَـنّمَ فوْقَها ، فَـعَـلاهَـا
تُمْسـي المَكارِمُ حيثُ يُمْسي رَحْلُهُ ،
وإذا غَدا في مَنزِلٍ أغْداهَا
سَـيْفٌ مَـنَايا النّاسِ فيهِ كوامِنٌ ،
مَعطُوفَة ُ اليُمنى على يُسراهَا
فإذا الخَليفَـة ُ هَـزَّهُ لِـضَـريبَـة ٍ ،
أنحى على مَكرُوهِها فَمَضاهَا
وكذاكَ عَكٌّ لا تزالُ سُيُوفُها
تَنْهَلّ من مُهَجِ الكُماة ِ ظُباهَا
فاحْذَرْ عَداوَتَها، وصَلّ لسلمِها،
فكمَـا عَـرَفْتَ سُـيوفها وقَـناها
قوْمٌ إذا وَجِدَتْ عليكَ صُدورُهم
لم تَرْضَ عَنكَ مَنيّة ٌ تَلْقاهَا