لا بدّ أنْ أفحَصَ عن شانِهِ، قد كانَ لي حمدانُ ذا زَوْرَة ٍ، - أبو نواس

لا بدّ أنْ أفحَصَ عن شانِهِ، قد كانَ لي حمدانُ ذا زَوْرَة ٍ،
يأخُذُهُ الشّوْقُ بإقْلاقِ

في القُـرّ، إنْ كـانَ ، وفي يـوْمِ لا
يَبرُزُ إلاّ كلُّ مُشتاقِ

فقُلتُ، إذْ أوْحَشني فَقدُهُ،
وكنـتُ ذا رعـيٍ لميـثـاقـي :

لا بدّ أنْ أفحَصَ عن شانِهِ،
جَـمّـتْ إلـيّ الغَـيَّ أشْـوَاقـي

فقالَ ذو الْخُبرِ بهِ، بَعدَما
سَـكّــنتُ نَفْـسـاً ذاتَ إشْـفـاقِ :

أما تَراهُ وَهوَ في قُرْطَقٍ،
مُـشَـمِّـراً فـيـهِ عَـنِ الـسّـاقِ

فـي وَجْـهِـهِ مِـنْ حُمَـمٍ جـالِبٌ ،
كـأنّمـا عُـلّ بـألْـيـــاقِ

تـرَى سَـواداً قـد عَـلا حمْـرَة ً ،
مثـلَ تَـهـاويـلِ الشِّقِــرّاقِ

إنْ رابَـهُ مِـنْ أمْـرِهِ رائِـبٌ ،
فَما لَهُ مِنْ دونِها واقِ

حتى رآهـا سـامـيـاً فَـرْعُهـا،
مِنْ بَعـدِ مـا كـانَتْ بـإرْمـاقِ

أبَـعـدَ سِـرْبـالِ امـرىء ٍ عالِمٍ ،
أصْبَحْتَ في سِرْبالِ مُرّاقِ

بَعدَ غُدُوٍّ لاكتِسابِ العُلَى ،
تَغدو على رُبْدٍ وَحُرّاقِ

حــاسِـرُ كَـفّـيـكَ عـلى هـاوُنٍ
لدقّ ثومٍ أو لسُمّاقِ

إذا انتـهـى القَــوْمُ إلـى شِـبْعِـهمْ
فأنْتَ في حِلٍّ مِنَ الباقي

كـلُّ رَغيـفٍ نــاصِـعٍ لَـوْنُــهُ
مـن ســابـرِيّ الـخـبـزِ بـرّاقِ