وقـهـوَة ٍ عُـتّـقَـتْ في دَيْـرِ شمّــاسِ، - أبو نواس
وقـهـوَة ٍ عُـتّـقَـتْ في دَيْـرِ شمّــاسِ،
تفتَـرّ في كـأسِهَا عن ضَـوْءِ مِقْـبـاسِ
لَولا مُداراة ُ حاسِيهَا، إذا اقترَبَتْ
مِنْ فِـيهِ ، لانْـتَهـبَتْ من مقلة ِ الحاسي
لهـا ألِيفـانش من لَـوْنٍ ورائـحــة ٍ ،
مـثْــوَى مَـقـرّهِـمـَـا في العَـينِ والرّاسِ
مِزَاجُها دمْعُ حاسِيها؛ فأيّ فتى ً
لم يـبْكِ إذ ذاقهـا من حُرْقَـة ِ الكاسِ !
سِلْمٌ، ولكنها حرْبٌ لذائِقِهَا؛
يـاحبّـذا بـأسُـها مـا كان من بـــاسِ
نـازعتُـهـا فِـتْيـَـة ً ، غُـرّاً ، غَـطارِفَـة ً،
ليسوا إذا امْتُحِنوا يوماً بأنْكاسِ
لا يبْطُرونَ، ولا يخْزُون ناديَهمْ،
كـأنّهمْ جثـثٌ من غيرِ أنْـفــــاسِ
يـديـرُهـا هـاشميّ الطـرْفِ، معتـدلٌ ،
أبْهَى إذا ما مشَى من طاقَة ِ الآسِ
حَثّ الْمُدامَ، وغَنّانَا على طرَبٍ:
الآنَ طابَ الهـوى يامعشَـرَ الناسِ
حتى إذا ظَـنّ أنّي غيـرُ محْتَـمِـلٍ ،
أشــارَ نحـوي لأمـرٍ بيـن جُـــلاّسـي
فقلتُ أضْرِبُ في معْرُوفِهِ مثلاً،
لعادة ٍ قد مضَتْ مني إلى الآسي: