ألا دارِها بالماءِ، حتى تُلينَها، - أبو نواس

ألا دارِها بالماءِ، حتى تُلينَها،
فلم تُـكْرِمَ الصّهْـبـاءَ حتى تُهينَهـا

أغالي بها، حتى إذا ما مَلَكْتُها،
أهَنْتُ لإكْرامِ الْخَليلِ مَصونَها

وصفْـراءَ قبلَ المَزْجِ ، بيْضاءَ بعدهُ ،
كأنّ شُعـاعَ الشمسِ يلْقاكَ دونَـها

تَرَى العيْنَ تَسْتَعْفيكَ من لَمَعَانها ،
وتَحْسِرُ حتى ما تُقِلّ جُفونَهَا

تَرُوغُ بنَفْسِ الْمَرْءِ عَمّا يَسوءُهُ
وتَجْدُلُهُ ألاّ يَزالَ قَرينَهَا

كأنّ يَوَاقيتـاً عَوَاكِفَ حوْلها ،
وزُرْقَ سَنَـامِـيـرٍ تُـديرُ عُـيونَها

وشَمْطاءَ حَلَّ الدّهْرُ عنها بِنَجْوَة ٍ
دَلَفْتُ إلَيها؛ فاستَلَلْتُ جَنينَهَا

كأنّا حُـلولٌ بينَ أكْـنافِ رَوْضَـة ٍ ،
إذا ما سَلَبْناها مع اللّيلِ طينَها