علام تلوم في سلمي علا ما - ابن مشرف

علام تلوم في سلمي علا ما
وقد شغف الفؤاد بها وهاما

وتكثر في الهوى العذري عذلي
ولو انصفت لم تبد الملاما

فكرر ذكرها فلذاك عندي
ألذ من المدامة للنداما

فمن لفتى إذا ما شام برقا
تألق هجعة هجر المناما

وإن هبت صبا من أرض نجد
بعرف الشيح منها والخزامى

تصابى قلبه واهتز وجدا
كأن هبوبها يسقى المداما

تذكرني الخيام بأرض نجد
وقلبي عند من سكن الخياما

فتاة لو رأى غيلان منها
محاسنها لما قال اهتياما

تمام الحج أن تقف المطايا
بخرقا بعد أن تضع اللثاما

طرقنا أهلها ليلا فقالت
من الأني وأهلونا نياما

فقلت لها محب جاء ضيفا
فلا تجفى محبا مستهاما

فقالت كيف زرت ودون وصلى
حروب نارها تذكي الضراما

وقومي أشرعوا دوني رماحا
وسلوا البيض وانتثلوا السهاما

فقلت أما سمعتي أو شعرتي
بأن امامنا أبدى الكماما

تبدل بالثياب جلود نمر
وسل على أولي الظلم الحساما

فصار الذئب للأغنام سلما
وصاحب في الفلا النعم النعاما

إمام للهدى يدعو البرايا
ويبعث للعدى جيشا لهاما

وإن ذكر الندى فيداه غوث
تسح الجود والمنن الجساما

فكم أعطى السوابق مسرجات
وكم أعيت عطاياه الكراما

وكم أصلى الأعادي نار حرب
فكان وقودها جثثا وهاما

وإن ذكر علاه فلست أحصى
مزايا مناقبه عظاما

همام فاضل فطن ذكي
إله الملك قد ألقى إلزماما

لذلك قد تركنا أرض هجر
وراء والرياض لنا إماما

فسرنا والأمير وما خشينا
من البرد المضرة والسقاما

بأيدي العيس نطوي كل قفر
ونحدوها لكي تصل الإماما

فلما أن نخناها جميعا
بساحته واقرينا السلاما

بلغنا كل مأمول وقصد
ونلنا فوق ما نبغي المراما

فقال لنا ملاطفة ورفقا
أجئتم والشتاء دهى الأناما

فقلنا في موتكم أتينا
ولو ترك القطا لغفا وناما

ونهدي كل آونة وحين
صلاة الله نتبعها السلاما

مدى الأيام ما طلعت شموس
إلى من كان للرسل الختاما

نبي عم بعثته البرايا
وأصحاب له كانوا كراما