دَعْ لِباكيها الدّيَارَا، - أبو نواس

دَعْ لِباكيها الدّيَارَا،
وَانْفِ بــالخَمــرِ الخُمـــــارَا

وَاشْرَبَنْها منْ كُمَيْتٍ
تَــدَعُ الــلّيْــلَ نــهـــــارَا

بنْتُ عشْرٍ لم تُعايِنْ
غـيْـرَ نــارِ الشّـمــسِ نــارَا

لـمْ تَــزَلْ فـي قَــعْــرِ دَنّ،
مُـشْــعَـرٍ زِفْـتــاً وقَــــــارَا

ثمّ شُجّتْ، فأدارَتْ
فــوْقـَـهـا طــوْقــاً ، فَـــدارا

كــاقْـتِــرانِ الــدُّرِّ بــالدُّ
رِّ صِــغــاراً وكِــبــــارا

فإذا ما اعْتَرَضَتْهُ الـ
ـعَينُ من حيْثُ اسْتَدارَا

خَـلْتـَـهُ فـي جَـنَـبَـاتِ الـ
ـكأسِ وَاوَاتٍ صِغَارَا

من يــدَيْ ســاقٍ ظــريفٍ ،
كـسـى َ الحُـسْـنَ شِــعــارَا

يَقْتَري القَومَ بكأسٍ
تُلبِسُ الخمرَ إزارَا

فإذا مــا سَـلْـسَـــلُـوهـا ،
أحْذَتِ العَينَ احمِرَارَا

و مُـغَـنٍّ كــلّمــا شِـئْـ
ــتُ تَــغَــنّـى وأشـَـــارَا

رَفَـعَ الصّـوْتَ بـصَـوْتٍ
هاجَ للْقَلْبِ ادّكارَا

«صاحِ هل أبْصرْتَ بالخيـ
ـتينِ من أسْماءَ نَارَا»