وعُقارٍ كأنّما نَتَعاطَى - أبو نواس
وعُقارٍ كأنّما نَتَعاطَى
في كؤوس اللّحيْنِ منها سِراجا
خَنْدرِيسٌ ، كأنّها كلّ طيبٍ ،
زوّجوها ، وليس تهوى الزّواجا
فرَمَتْ أوْجُهَ النّدامى بنَبْلٍ ،
ليس يُدمي ، وليس يُبدي شِجاجا
مزَجَ الكأسَ لي غَزالٌ ، أديبٌ
هاشميّ ، أصاب فيها المزاجا
فتحَسّيْتُها، وناولتُ ظَبْياً
فاترَ الطّرْفِ، ساحراً، مغناجا
قال لي، والمُدامُ تأخذ فيه:
يا أميري إنْ كنتَ بي مِلْهاجا
فقُمِ الآن طائعاً! قلتُ: عُجْ بي
يا مليكي إلى الفِراشِ ، فَعاجا
فحلَلْنا هناكَ تِكّتَ خزٍّ،
و حَسَرْنا قَباءَهُ الدّيباجا
ثمّ أرسلتُ بازَ صِدْقٍ ، نشيطاً
يقتُلُ الوَزّ ثَمّ، والدُّرّاجا