شَغَلَتْ خداشاً عن مساعي مخلَدِ، - أبو نواس

شَغَلَتْ خداشاً عن مساعي مخلَدِ،
خَمْرٌ توَقّدُ في صِحافِ العسْجدِ

فَليُصْبحَنّ من الدّراهمِ مُفْلِساً،
وليُمْسِيَنّ منَ النّدى صِفْرَ اليدِ

قـد شَرَّدَتْ أمــوالَـهُ فضـحـاتُهُ،
ومَقَالُه لنديمه، هاتِ انْشدِ

" قُلْ للْملِـحَة ِ في الخمـارِ الأسوَدِ :
ماذا فعَلْتِ برَاهبٍ مُتَعَبّدِ

قـد كـان شَمَّـرَ لـلصّـلاة ِ إزَارَهُ ،
حتى وقفْتِ لهُ ببابِ المسْجِدِ

و الخـمرُ شاغلة ٌ، إذا مـا عُوقـرَتْ ،
يـاابن الزّبيْـرِ، عن الندى والسّؤدَدِ

مـا يُثْبِتُ الإخـوانُ حَلْيَة َ وجــهـه،
ممّا يغيبُ، فلا يُرَى في مشْهَدِ

هذا، وليس من الْخُمارِ بعارِفٍ
سَـمْـتَ الطّريقِ إلى مُصَـلّى المسجد