مضَى لَيلٌ، وأخلَفَتِ النّجومُ - أبو نواس

مضَى لَيلٌ، وأخلَفَتِ النّجومُ
ونحنُ لـدى مَصارِعنا جُثـومُ

فَداوِ كُلُومَ قَلْبِ أخيكَ لَيلاً،
فإنّ فُؤادَهُ أبَداً كَليمُ

بصافيَة ٍ، إذا قُرِعَتْ بماءٍ،
جـرى عَن مَتْنِهتا دُرٌّ يَحـومُ

تُضاحِكُنا كعينِ الدّيكِ صِرْفاً،
فإنْ مُزِجتْ تخَلّلَها غُيومُ

لها في الكأسِ لينُ عرُوسِ خِدْرٍ ،
وفيها للسّرورِ رَحى ً تَدومُ

ولَمّا لاحَ ضَوْءُ الصّبْحِ عَنّا،
وحَرّكَ عُودَهُ بَدْرٌ وَسيمُ

بصوتِ أخي الحجازِ؛ فهاجَ شوْقي:
«لمن طَلَلٌ برامة َ لا يَريمُ»