وخمّارٍ طَـرَقْتُ بـلا دَليـلٍ - أبو نواس

وخمّارٍ طَـرَقْتُ بـلا دَليـلٍ
سوَى ريحِ العَتيقِ الخسـرواني

فقـامَ إليّ مَـذعـوراً ، يُـلَـبّي
وجَـوْنُ اللّـيــلِ مِثـلُ الطّـيْلَـسـانِ

فـلَـمّـا أنْ رَأى زِقّي أمامي ،
تَكَـلّمَ غيرَ مَـذعورِ الجِنـانِ

وقـالَ : أمنْ تميـم ؟ قلتُ : كلاّ،
ولكِنّي منَ الحَيّ اليَـمـاني

فـقامَ بمِبْزَلٍ ، فأجافَ دَنّـاً ،
كمِثـلِ سَـماوَة ِ الجَمَــلِ الهجانِ

فسَـيّـلَ بالبَـزالِ لهَـا شِهابـاً ،
أضاءَ لهُ الفُراتُ إلى عُمانِ

رأيْتُ الشّيْءَ حينَ يُصان يزْكو،
ونُقصـانُ المُـدامِ على الصِّيـانِ

سوَى لوْنٍ، وحسنِ صَفا أديم،
وروحٍ قد صَفا، والجسْمُ فانِ